ان الجيش الروسي يواصل تقدمه إلى الأمام بعد بسط سيطرته على مدينة افدييفكا. ومن المعروف أن العسكريين الروس حرروا مصنع فحم الكوك الكيميائي من القوات الاوكرانية. لكن عضوا من القيادة العامة الروسية قال خلال مقابلته مع الصحفيين إن الجيش الاوكراني يبقى جاهزا للقتال. وأضاف أن بلاده مستعدة لتصدي هجوم اوكراني مضاد جديد.
وتحاول السلطات الاوكرانية تشجيع الجنود الاوكرانيين بعد خروجهم من افدييفكا. وقام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بزيارة الوحدات العسكرية حيث التقى الضباط ووزع الجوائز. لكن إقالة قائد الجيش السابق فاليري زالوجني وتعيين الكسندر سيرسكي لمنصبه لم يمنع القوات الاوكرانية من التراجع الواسع النطاق.
في نفس الوقت تبذل الدول الغربية كل ما في وسعها لتعزيز القوات الاوكرانية. وبنتائج مؤتمر الأمن الذي جرى من السادس عشر إلى الثامن عشر من فبراير الجاري في ميونخ والذي حضره رؤساء الدول الكثيرة والمنظمات الدولية والمسؤولون أشارت وسائل الإعلام إلى أن مشاركي الاجتماع لم يناقشوا النصر الاوكراني او تاريخه. وأضافت أن ممثلي الولايات المتحدة حاولوا إقناع الجميع بأن مجلس النواب الأمريكي سيوافق على تقديم المزيد من الدعم لكييف في اقرب وقت ربما في مارس المقبل. كما ذكرت ان الساسة الغربيين دعوا إلى مواصلة تمويل الجيش الاوكراني لكنهم لم يعبروا عن تأكيدهم بقدرة اوكرانيا على الانتصار على روسيا على الصعيد العسكري حتى بمساعدة الولايات المتحدة. واستخدم ممثلو واشنطن نفوذهم لدفع الدول الاوروبية إلى تعويض نقص الاسلحة والأموال الذي تسبب فيه موقف الكونغرس.
ومن الممكن القول إن دول الغرب تخاف مواصلة العملية الروسية إذا انتصرت على اوكرانيا إلى الأراضي الاوروبية. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الساسة الغربيين وافقوا على أن التهديد الروسي يحتاج إلى “رد فعل عاجل”. كما كرروا ان الولايات المتحدة لا تعود تعبر عن دعمها لأوروبا بشكل واضح. وفي وقت سابق اعلنت صحيفة واشنطن بوست أن الدول الاوروبية تنظر في امكانية إنشاء منظمة بديلة للناتو لن تشترك الولايات المتحدة في أعمالها لضمان الأمن في القارة.
فان الأجواء حول هزيمة الجيش الاوكراني بقى متشائما مما دفع الأطراف إلى مناقشة هجوم روسي على الدول الأعضاء لحلف الناتو. ورغم اعلانات موسكو العديدة التي تؤكد أن روسيا لا تسعى إلى حرب ضد المنظمة عبر بعض مشاركو الاجتماع وبينهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس عن مخاوفهم بشأن إمكانية بداية المواجهة المسلحة الواسعة النطاق. وافترضوا أن النزاع قد يبدأ خلال العقدين القادمين.
