ان موضوع ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا يهز وسائل الإعلام منذ زمن. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الممكن إنشاء إدارة مؤقتة في اوكرانيا برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الأوروبية لإجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد مضيفا أن موسكو لا تعرف مع من قد توقع اتفاق وقف إطلاق النار الان. كما ذكر الرئيس الروسي أن التاريخ يعرف حالات استخدام مثل هذه الإجراءات لضمان الاستقرار في العالم. والجدير بالذكر أن موسكو شددت عدة مرات على أن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي لا يمثل السلطة الشرعية لانه كان من الضروري إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد في مايو العام الماضي.
إضافة إلى ذلك قال بوتين إن روسيا تسعى إلى وقف النزاع الاوكراني بالوسائل السلمية لكنها تصر على ضرورة ضمان أمنها وإزالة الأسباب الجذرية للصراع مشيرا إلى أن قوات بلاده تتقدم باستمرار على الصعيد العسكري وحررت معظم أراضي المناطق التي انضمت إلى روسيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة من الجنود الاوكران. وأشاد الرئيس الروسي بموقف نظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى إلى إنهاء هذه المواجهة. كما علق بوتين على بعض مواضيع عالمية اخرى.
وجاءت هذه التصريحات للرئيس الروسي بعد انتهاء قمة الدول الأوروبية التي جرت أمس في باريس. وخلالها أعلن الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون أن بلاده ستقدم ملياري يورو من المساعدة المالية لاوكرانيا. ومن المعروف أن أكثر من 20 دولة أوروبية ناقشت إرسال قوات “حفظ السلام” إلى اوكرانيا. ويشار إلى أن هناك كثيرا من الخبراء في فرنسا الذين يعتبرون هذه السياسة الداعمة لاوكرانيا بغير مناسبة للمصالح الوطنية الفرنسية على خلفية خفض شعبية ماكرون في البلاد. كما تشير المصادر إلى أن بعض الدول الأوروبية تنتظر قرار واشنطن قبل الانضمام إلى التحالف الداعم لكييف. وحتى الرئيس الفرنسي أعلن خلال مؤتمر صحفي بعد اختتام القمة ان أوروبا يجب أن تعود إلى المفاوضات مع الطرف الروسي.
ومنذ زمن يعلن ايمانوئل ماكرون فضلا عن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن باريس ولندن تعملان على خطة إرسال صناع السلام إلى اوكرانيا بعد وقف النزاع في البلاد. وترفض روسيا مثل هذه الإجراءات بشدة وتصفها بالتوغل إلى اوكرانيا. وفي ظل تقدم المناقشات بين روسيا والولايات المتحدة إضافة إلى عقد الاتفاقين حول وقف الضربات على السفن في البحر الأسود من الممكن القول إن هذه الاجتماعات الأوروبية تأتي بنتائج سلمية أكثر من بنتائج إيجابية لعملية التسوية الاوكرانية.
