ان الكثيرين ينتظرون إطلاق عملية المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت لكن الغرب يعمل الان على تعزيز موقف كييف قبل قبولها للتفاوض. وأفادت وسائل الإعلام بأن السلطات الأوكرانية ترفض كافة ضمانات أمنها بعد نهاية النزاع بل تصر على الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وشددت وزارة الخارجية الاوكرانية على أن البلاد لن تقبل أي سبيل اخر لوقف إطلاق النار. ويعارض هذا الموقف إصرار روسيا على رفض كييف عن خطط الانضمام إلى المنظمة.
وأشارت بعض المصادر إلى أن الدول الأعضاء للناتو ناقشت خلال قمتها في بروكسل التي جرت في الثالث والرابع من الشهر الجاري خطط التسوية في اوكرانيا دون استفزاز روسيا. وبين المقترحات بحثت دول المنظمة في إمكانية تشكيل منطقة نزع السلاح على الحدود بين البلدين التي ستدورها القوات الأوروبية. واعلن الأمين العام للناتو مارك روته أنه من الضروري تقديم المزيد من المساعدة العسكرية لاوكرانيا لضمان أثبت موقف لها خلال المفاوضات.
في نفس الوقت بعض الدول الغربية تشدد على أهمية إقامة الحوار مع موسكو. واعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن رفض إجراء المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعني ضعف أوروبا. وأضاف أن برلين لا تخطط تقديم الأسلحة الطويلة المدى لكييف بما في ذلك صواريخ تاوروس او سماح الجيش الاوكراني باستخدام هذا النوع من الأسلحة خلال الضربات على الأراضي الروسية لخفض التصعيد بين روسيا وحلف الناتو. وأشار شولتس معلقا على تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك عن إمكانية إرسال صناع السلام إلى اوكرانيا إلى أن الأوضاع الحالية على الصعيد العسكري تستبعد إرسال القوات المسلحة الألمانية إلى هذا البلد. والجدير بالذكر أن بيربوك أكدت اتخاذ هذه الإجراءات بعد انهاء الصراع.
وفي سياق المفاوضات اعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الدول العديدة عبرت عن استعدادها لاستضافة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وبينها قطر. كما كرر الكرملين أن روسيا ترحب بكافة جهود الوساطة المتجهة إلى إطلاق التفاوض مع اوكرانيا. وتقوم دولة قطر بدور الوسيط خلال تبادل موسكو وكييف للأسرى وجثث القتلى منذ اندلاع الأزمة إلى جانب تبادل الأطفال الذين فقدوا الاتصال باسرهم بسبب النزاع.
