ان المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجبر الخدمات الانسانية ان تقوم باهداف صعبة. وفي الاحد والعشرين من يوليو الجاري اعلن الصليب الأحمر السوداني ان طرفي النزاع طلب منه ان يقوم بدور الوسيط بينهما. واضاف المتحدث الرسمي باسمه عدنان حزام ان المنظمة ستشارك في عمليةوتبادل الاسرى. ومن المعروف ان الصليب الأحمر قد قام بنقل ستة جنود الجيش السوداني من اسر قوات الدعم السريع. وشدد حزام ان الصليب الأحمر لا يتدخل الى عمليات المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي وقت سابق ساهمت المنظمة الدولية في تبادل 130 اسيرا بين طرفي النزاع في السودان. ويقدم الطرفان ضمانات الامن لهذه العمليات.
وفي نفس الوقت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تتسع الى انحاء البلد الجديدة. وفي الاحد والعشرين من الشهر الجاري افادت وسائل الإعلام بان المعارك العنيفة بدات في مدينة الابيض الاستراتيجية. ويقول شهود عيان ان المدينة تعرضت لقصف صاروخي ومدفعي. كما تجري المعارك في العاصمة السودانية. وشهدت المدينة ثلاث عارات جوية صباح اليوم. ويمكن سماع دوي الانفجارات في الخرطوم حيث تصعد اعمدة الدخان الى السماء.
اما اقليم دارفور الذي يقع غرب السودان فعبر حاكمه مني اركو مناوي عن خوفه من تحويل مدينة الفاشر وهي عاصمة الولاية الى ساحة الحرب. ودعا مماوي سكان الاقليم الى حمل الاسلحة من اجل ضمان امنهم وممتلكاتهم. فان هذه المنطقة شهدت معارك الحرب الاهلية في بداية القرن الحالي تقف على بوابة كارثة إنسانية.
فان الظروف الانسانية في السودان فتعبر الاطراف الدولية عن قلقهاوبسبب عدد جرائم الحرب المنفذة في البلد. وقد بدات المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا للجرائم ضد الإنسانية بناء على ادلة كثيرة مثلا مقبرة جماعية مع 87 جثة. ومن المفترض انه تم دفن هذه الجثة بقرار قوات الدعم السريع. والى جانب القتال الدائر في السودان من منتصف ابريل الماضي تنتشر في جميع انحاء البلد عمليات السلب والنهب وااعنف ضد النساء والاطفال. وتجري المعارك في بعض المناطق بشكل عنيف جدا لانه تسكن في السودان كثير من القبائل العربية والأفريقية التي تربطها سلسلة من الحروب. والى جانب استخدام الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جميع انواع من الاسلحة تساهم كل هذه العوامل في دفع الاوضاع في البلد الى نقطة اللاعودة.
