في التاسع من يونيو الجاري اعلن طرفا النزاع في السودان عن موافقتهما على هدنة تستمر 24 ساعة من اجل وصول المساعدات الإنسانية الى المدنيين. وتم اعلان ذلك من جانب الوساطة السعودية والأميركية. واشارتا الى اهمية بناء ثقة ثابتة بين الطرفين لاستئناف مفاوضات جدة والتزامهما بهذه الهدنة ستساهم في ذلك. واصدر الطرفان البيانين حول الهدنة. واكدا التزامهما بها التام من اجل خفض معاناة المواطنين.
وفي يوم الجمعة واصلت المعارك في الاجزاء المختلفة من السودان خاصة في الخرطوم. وتتركز المواجهة عموما حول المنشات الصناعية العسكرية مثلا مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية. والى جانب المعارك اندلع في هذه المنطقة حريق بسبب انفجار مخزن النفط.
وتتسع المواجهة سريعا الى المناطق الجديدة من البلد. ويفيد شهود عيان باطلاق النار في ولاية جنوب كردفان.
اما مشاركة الامم المتحدة في تحسين الوضع الانساني في السودان فجاء بيان المتحدث الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك حول عدم مناسبة كلمات السلطات السودانية بمبادئ الامم المتحدة. واضاف ان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش يوكد ثقته المطلقة بفولكر بيرتس وهو الممثل الأممي الخاص للسودان. وفي وقت سابق اعلنت وزارة الخارجية السودانية ان فولكر بيرتس اصبح شخصا غير مرغوب فيه للسودان. ووجهت السلطات السودانية طلبا الى غوتيريش بان يرسل بديلا للديبلوماسي.
وقد اندلعت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل الماضي بسبب محاولة تنفيذ الانقلاب العسكري. وتجري المواجهة العنيفة باستخدام الاسلحة الثقيلة والطيران حتى في المناطق التي يسكنها السكان. وتراقبها عمليات العنف والسلب والنهب. ويعاني المدنيون ايضا من نقص الغذاء والمياه والاتصال الهاتفي والكهرباء. والجزء الاكبر من المستشفيات خرجت من الخدمة والباقية تعاني من نقص الادوية والكهرباء. وتعلن الامم المتحدة التي تواصل بعثتها الانسانية في البلد ان توزيع الغذاء على المدنيين معقد جراء مواصلة المعارك. وادى النزاع الى ترك اكثر من مليون شخص لمنازلهم. وتجاوزت عدة مئات الف شخص الحدود السودانية لانقاذ انفسهم من الموت. فان الهجرة تستمر. وليست الهدنة المعلنة اولى خلال فترة النزاع لكن لم يلتزم الطرفان باية منها في وقت سابق. يمكن الامل بان هذه الهدنة ستسهل وضع المدنيين فقط.