ان مواصلة المفاوضات بين اسرائيل وحماس لم تمنع حزب الله اللبناني من تنفيذ الضربة الواسعة النطاق على الدولة اليهودية. وفجر يوم الأحد شن الطيران الحربي التابع للجيش الإسرائيلي الضربات على مواقع حزب الله في المناطق المختلفة من لبنان واعلنت تل أبيب أنها قامت بتلك الخطوة لمنع الجماعة اللبنانية من تنفيذ الضربة على الدولة اليهودية. وحدث ذلك قبل إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات من الأراضي اللبنانية حين اعلن حزب الله أنه بدأ ردها على اغتيال احد قادته فؤاد شكر الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في الثلاثين من يوليو الماضي.
واعلن زعيم الجماعة اللبنانية حسن نصر الله خلال كلمته أنه تمت الضربات على قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية المسماة “شعبة امان” ومواقع الجيش الإسرائيلي الأخرى ردا على العدوان الإسرائيلي السابق. وأضاف الأمين العام للحزب انه مستعد لاستخدام الصواريخ الباليستية ضد قوات الاحتلال لكنه لا يسعى إلى ذلك. كما أشار إلى أن قواته تنتظر رد فعل اسرائيل على هذه الضربات. فضلا عن ذلك قال حسن نصر الله إن حزب الله لم يشن ضربته من قبل لانه انتظر نتائج المفاوضات بين تل أبيب وحماس حول عقد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ووصف حزب الله الهجوم بالناجح في جين نفى “الضربة الاستباقية” للجيش الإسرائيلي معلنا أن العسكريين اليهود شنوا الهجوم باستخدام المقاتلات ردا على الضربة اللبنانية.
وعلى خلفية هذه الأحداث دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى عقد اجتماع لجنة الطوارئ الوزارية للنظر في تفاصيل الحادث.
من جانبه اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قوات بلاده تمكنت من تدمير الاف القذائف والصواريخ اللبنانية. وشدد على أن اسرائيل عازمة على الدفاع عن النفس والقيام بالخطوات اللازمة لتقويض جميع التهديدات. ومن المعروف أنه أجرى اجتماعا تشاوريا مع وزير الدفاع يواف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي قبل إطلاق العملية.
وخلافا لكلمات نصر الله اعلن الطرف الاسرائيلي أن الصواريخ والمسيرات التابعة لحزب الله لم تصل إلى أماكن استهدافها لكنه من المعروف أن الهجوم اللبناني تسبب في مقتل جندي إسرائيلي واحد ونشرت وسائل الإعلام المعلومات عن تدمير بعض منشآت البنية التحتية المدنية جراء الضربات اللبنانية. ووصف الطرف الاسرائيلي الضرر الذي أسفرت عنه الضربة بالحد الأدنى.
أما رد فعل الدول المختلفة فتفيد وسائل الإعلام بأن الطرف الاسرائيلي أبلغ واشنطن مسبقا عن ضربته على لبنان. وتضيف المصادر أن تل أبيب تقوم بكافة الخطوات العدوانية ضد لبنان بمفردها لكن بالتنسيق الكامل مع واشنطن. وأشارت وسائل الإعلام الاسرائيلية إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتابع التطورات في الشرق الأوسط باهتمام ويقوم المسؤولون الاميركيون بالاتصالات بنظرائهم الاسرائيليين. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تأمل الا تخرج الأوضاع في المنطقة عن السيطرة.
