ان الاتفاق الذي تم إبرامه يوم الأربعاء بين حزب الله واسرائيل لم يضمن الأمن للمنطقة. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن أن الشرق الأوسط ستشهد حربا شاملة إذا تم انتهاك الصفقة مضيفا أن الجيش الاسرائيلي حصل على الأمر المناسب. كما شدد على أن الحرب بين البلدين لم تنته بعد. واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن قوات بلاده ستستخدم فترة الهدنة لإجراء إعادة التجمع.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن المسؤولين الأمنيين في الدولة اليهودية يعتبرون أن احتمال استئناف القتال في لبنان يبلغ 50 بالمئة. وتأتي هذه التصريحات على خلفية تبادل الطرفين للاتهامات باختراق الهدنة. واعلن الجيش الاسرائيلي أمس الخميس أن طيرانه قصف منشأة جنوب لبنان تم استخدامها لتخزين الصواريخ من قبل حزب الله. إضافة إلى ذلك أطلقت المسيرة الاسرائيلية النار على المركبة اللبنانية مما تسبب في إصابة 3 أشخاص. والجدير بالذكر أن المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين الذين يراقبون عملية انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية يعلنون أنهم يجرون اللقاءات مع ممثلي اسرائيل ولبنان وقوات الأمم المتحدة اليونيفيل.
وتؤكد بعض المصادر أن مشاركة الولايات المتحدة وفرنسا في عملية التسوية في لبنان تؤدي إلى تنفيذ الضغط غير المسبوق على حزب الله بعد الضربات الاسرائيلية المكثفة على البنية التحتية التابعة له واغتيال عدد من قادته بل تشدد على أن الجماعة تبقى قوة مهمة على الخريطة السياسية للمنطقة. ويشار إلى أن الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون غير موقفه تجاه إمكانية اعتقال بينيامين نتنياهو إذا زار فرنسا لعدم تأثير قرار المحكمة الجنائية الدولية على عملية المفاوضات التي شاركت فيها باريس. وتسبب بيان وزارة الخارجية الفرنسية عن استعداد البلاد لتنفيذ قرار المحكمة في موجة الغضب الشديد من قبل السلطات الاسرائيلية.
وصباح يوم الأربعاء تم اعلان توقيع تل أبيب وبيروت على اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. ومن المتوقع أن ينتشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية بين البلدين في حين سيسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني. من جانبها ستنسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. كما تم تشكيل لجنة لمراقبة تنفيذ الهدنة برئاسة الولايات المتحدة. ومن المعروف أن الاف اللبنانيين يتجهون إلى منازلهم في الضاحية الجنوبية من بيروت والمناطق الشرقية والجنوبية من البلاد مما يؤثر في قلق الاسرائيليين.