ان الجدل بين اسرائيل وفرنسا لا يبدو أن يقترب من النهاية. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال خلال مقابلته مع الصحفيين إن الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون عبر عن عدم معرفته للتاريخ لانه تمت إقامة دولة اسرائيل بعد الحرب العربية الاسرائيلية ولا بقرار الأمم المتحدة وفق تعبير السياسي الاسرائيلي.
وأضاف نتنياهو أن الأمم المتحدة لم تشارك في الحرب بين العرب واليهود التي قاتل خلالها الناس الذين نجوا من الإبادة الجماعية في أوروبا بما في ذلك سلطات فرنسا الفيشية ولا يمكن أن تعلن أنها أقامت اسرائيل الحديثة. كما كرر أن للشعب اليهودي حق على هذه الأراضي منذ 3500 عام.
كما وصف نتنياهو فرنسا بصديق لإسرائيل ودعاها إلى الوقوف بجنبها. واعلن أن كلمات الرئيس الفرنسي عن ضرورة وقف تقديم الأسلحة لإسرائيل عار ولا تناسب الأوضاع الحالية في حين تواصل إيران تقديم الأسلحة للمجموعات المسلحة في المنطقة.
وجاءت هذه التصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أن نشر وسائل الإعلام يوم الأربعاء كلمات ماكرون التي أدلى بها خلال جلسة مجلس الوزراء الفرنسي في الخامس عشر من الشهر الجاري. وشدد فيها على أن تل أبيب يجب أن تتذكر أن الأمم المتحدة ساهمت في إقامة دولة اسرائيل ولذلك على اليهود أن يلتزموا بمبادئها.
لكن رغم كافة الأخبار عن التناقضات بين تل أبيب وواشنطن ودعوات الولايات المتحدة إلى ضرورة حماية الجيش اللبناني واليونيفيل بالقوات الاسرائيلية تشير بعض وسائل الإعلام إلى أن الطرف الاميركي لا ينظر جديا إلى إمكانية وقف تقديم الأسلحة للدولة اليهودية.
في نفس الوقت مساء يوم الأربعاء اعلنت قوات الأمم المتحدة اليونيفيل الموجودة جنوب لبنان أن الجيش الإسرائيلي أطلق النار من الدبابة عليها. وأكدت تنفيذ ضرر مالي دون وقوع إصابات.
من جانبه اعلن وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس أن الدولة اليهودية لم تخطط ضرب القوات الأممية ووصف هذه الإجراءات بالخطأ. كما أشار إلى أن تل أبيب تعمل على إيجاد حل لهذه القضية. واتهم كاتس حزب الله اللبناني بالتحركات قرب مواقع اليونيفيل. وأضاف الوزير الإسرائيلي أن العملية العسكرية في لبنان ستستمر خلال عدة أسابيع قائلا إن بلاده لا تسعى إلى وقف النزاع بالوسائل السياسية بل تشدد على ضمان أمن المواطنين شمال اسرائيل.
وتتعرض القوات الأممية في لبنان للهجمات من قبل الجيش الإسرائيلي منذ أيام مما أسفر عن إصابة بعض الجنود إلى جانب ضرر مالي. ورغم دعوات تل أبيب إلى سحب العسكريين من المنطقة تصر الأمم المتحدة على بقائهم فيها. وعلى خلفية اتهامات نتنياهو تجاه اليونيفيل بعدم إسقاط حتى صاروخ لبناني واحد خلال الأعوام الماضية من الممكن القول إن اسرائيل لا تبدو جاهزة لوقف هذه الهجمات.