منذ زمن اخذت وسائل الإعلام أن تفيد بأن حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انخفضت لكن في الواقع الاوضاع في السودان تبقى غير مستقرة للغاية. وفي الثاني من نوفمبر الجاري اعلن الجيش انه يعتبر النصر قريبا. واضاف ان قوات الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان تسعى الى القضاء الكامل على مليشيات المتمردين.
من جانبها اكدت قوات الدعم السريع انها لا تزال تقاتل من اجل الديمقراطية في السودان. وتنشر فيديوهات المعارك لاقناع الجميع ان الحرب تستمر.
وبين القضايا الكثيرة التي يتسبب فيها النزاع الدائر خلال نصف سنة تقريبا الازمة الاقتصادية العميقة. واعلن بنك الخرطوم ان قيمة دولار اميركي تبلغ حوالي الف جنيه سوداني. وعلى خلفية ارتفاع طلب الشراء للعملات الأجنبية واتساع عمل الاسواق السوداء وعدم عمل الطرق اللوجستية بسبب مواصلة المعارك المستقبل الاقتصادي للسودان يبقى غير واضح.
اما عملية المباحثات فتواصل في مدينة جدة تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية لكن خلال الاشهر التي تستمر أثناءها المواجهة لم يصل وفدي الطرفين الى حل سياسي للنزاع ولا يبدو هذا الامر ممكنا.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل الاف واصابة عشرات الآلاف بين السودانيين. وليست هذه الارقام محددة لان العسكريين ارتكبوا جرائم الحرب مثل تشكيل مقابر جماعية اضافة إلى عدد كبير من المفقودين. الى جانب ذلك تسببت المواجهة السودانية في ازمة النازحين الواسعة النطاق. وترك اكثر من خمسة ملايين شخص منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف المنتشرة في البلاد. وتجاوز حوالي مليون منهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة. ويسعون الى العودة الى وطنهم لانهم لا يمكن ان يواصلوا حياتهم العادية في هذه البلاد. اما الذين يحاولون البقاء في السودان فيعانون من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. وجراء خروج المستشفيات الكثيرة عن الخدمة بسبب المواجهة المسلحة يبقى المرضى والجرحى دون العلاج تقريبا ومع موسم الحرارة انتشرت الامراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في البلد بشكل كارثي.
فان الاوضاع الانسانية في السودان تبقى كارثية خاصة في ظل توسيع النزاع الاسرائيلي الفلسطيني واهتمام المنظمات الدولية به بشكل كبير. واذا واصلت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع فسيواجه هذا البلد انهيارا تماما.
