ان المفاوضات بين اسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تزال جارية بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. وتفيد وسائل الإعلام بأن الحركة الفلسطينية أدخلت عدة تعديلات لمشروع الاتفاق المقترح بالوسطاء. وأشار احد قادة المجموعة إلى أن الصفقة التي تمت صياغتها في باريس في يناير الماضي خلال الاجتماع دون مشاركة ممثلي حماس لم تكن واضحة وبعض التفاصيل نقصتها. وأضاف أن تعديلات حماس تستهدف وقف إطلاق النار المستمر وإنهاء العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وتبادل الأسرى. كما أشار إلى أن الطرف الاسرائيلي يصر على وقف القتال بشكل مؤقت لاستئناف العدوان.
وأكد الوسطاء أنهم نقلوا مقترحات جماس للموساد. وشكرت الحركة على مساعدتهم لمقاومة الشعب الفلسطيني وأكدت عزمها على مواصلة حماية الحقوق الوطنية الفلسطينية وسلامة أراضي فلسطين إلى جانب ضمان الأمن للمواطنين في الأماكن المقدسة.
لكن وسائل الإعلام الاسرائيلية تشير إلى أن الشروط التي تضم وقف النزاع في قطاع غزة بشكل كامل وانهاء حصار المنطقة فضلا عن تبادل المحتجزين ومساعدة اسرائيل في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة خلال المواجهة والتي تصر عليها حماس من المستحيل عقد مثل هذه الصفقة. وتضيف أن تل أبيب يمكن أن ترفضها فقط.
وعلى خلفية الاعتقالات التي تجريها قوات الاحتلال في الضفة الغربية باستمرار تبدو موافقة تل أبيب على إفراج السجناء الفلسطينيين مثيرة للجدل. كما يقوم العسكريون الاسرائيليون باقتحام البلدات والمدن والمخيمات في الضفة. وتضيف وسائل الإعلام المحلية أن المستعمرين يهاجمون مسجد الاقصى. وتحمي الشرطة الإسرائيلية المقتحمين خلال اجراءاتهم الاستفزازية.
ان الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس اندلع في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي حماس على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الأقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل حوالي 27 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. وتجاوز عدد المصابين 66 ألف شخص وترتفع هذه الأرقام باستمرار في حين يقترب عدد المفقودين إلى 7000 شخص. واجبرت المعارك نحو مليوني فلسطيني على ترك منازلهم في غزة. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص. ويعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى بين جنوده يبلغ 535 شخصا.
