ان تصعيد العدوان الإسرائيلي في فلسطين والتداعيات الانسانية الهائلة التي ادى اليها اجبر الدول العربية والإسلامية على توحيد وجهات نظرها. وبنتائج القمة التي جرت في الرياض يوم السبت تم اصدار البيان المشترك الذي ينص على أن لوقف إطلاق النار التام في الشرق الأوسط على اسرائيل أن تسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة اضافة الى الاعتراف باستقلال فلسطين بالعاصمة في القدس الشرقية ووقف تنفيذ العدوان تجاه الشعب الفلسطيني. الى جانب ذلك يشير البيان إلى أن مشاركي القمة لا يقبلون فصل قطاع غزة من الضفة الغربية.
فان سكان بعض الدول يواصلون التعبير عن غضبهم بسبب دعم حكوماتها لإسرائيل في حين تهاجم المدنيين في المستشفيات في غزة. ويصبح الوضع مع التظاهرات الداعمة لفلسطين اكثر توترا في بريطانيا. واعتقلت الشرطة البريطانية حوالي 150 شخصا اشعلوا الالعاب النارية في الشوارع. وفي حين تواصل القوات الجوية الأردنية نقل المساعدات الإنسانية لسكان غزة قامت الشرطة البريطانية باعتقال داعمي فلسطين وبلغ عدد المحتجين اكثر من 500 ألف شخص. ومن المعروف أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ادان اجراء هذه التظاهرة يوم السبت وحاول الغائها.
اما موقف المنظمات الدولية تجاه الاوضاع الانسانية في غزة فاصدرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف بيانا مشتركا اعلنت فيه أن المستشفيات والخدمات الطبية في قطاع غزة تعرضت ل137 هجوما منذ اندلاع المواجهة في المنطقة. وادت هذه الهجمات إلى اصابة او مقتل اكثر من الف شخص. ويضيف البيان أن اقل من نصف المستشفيات لا تزال تعمل في غزة وتعاني من نقص الكهرباء والوقود والادوية. واضاف مدير منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس أن مستشفى الشفاء الذي تعرض خلال الايام الماضية للضربات الجوية الاسرائيلية وقف عمله بشكل تام. واشار إلى أن مباني الخدمات الطبية يجب ان تكون مكانا امنا ولا يمكن العالم ان يصمت امام هذه الجريمة. وشدد على أن عدد الموتى بين مرضى المستشفى ازداد بشكل كارثي. واضاف انه من الضروري وقف إطلاق النار فورا.
من جانبه اعلن الصليب الأحمر ان موظفيه لا يمكن ان يواصلوا عملهم في قطاع غزة جراء عدم توفير الامن لهم. واكد ممثل المنظمة أن الاوضاع الانسانية في المنطقة تقترب بالكارثة سريعا. وعبر عن اسفه لان المنظمة لا يمكن ان تلجئ كافة المدنيين الى الاماكن الامنة. ويبقى كثير من الناس دون الغذاء والماء ويمشون خلال ساعات طويلة حاملين الراية البيضاء لينقذوا انفسهم من هذه الجهنم.
ورغم ان الولايات المتحدة كررت عدة مرات انها تدعم اجراءات اسرائيل في قطاع غزة تفيد وسائل الإعلام نقلا عن مصادرها في البيت الأبيض بأن الادارة الاميركية تقلق بسبب سعي اسرائيل لبداية الحرب مع حزب الله اللبناني. وتضيف ان واشنطن تحذر طرفي المواجهة من توسيع النزاع في فلسطين الى حرب إقليمية.
صباح اليوم السابع من أكتوبر الماضي اطلقت حركة حماس الاف الصواريخ تجاه اسرائيل واعلنت أنها تبدا عملية طوفان الاقصى ضد الدولة اليهودية. من جانبها أكدت السلطات الاسرائيلية أنها تطلق عملية السيوف الحديدية المعادية للارهاب. وبعد دعوة الاحتياطيين إلى العودة إلى وحداتهم في الجيش اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن بلاده لا تجري عملية عسكرية بل تشارك في الحرب ضد فلسطين. وحتى الان تسببت المواجهة في مقتل اكثر من 11000 فلسطيني ونحو 40 بالمائة منهم الاطفال الى جانب اصابة نحو 32000 شخص. اما اسرائيل فتعلن مقتل 1.4 ألف شخص فضلا عن اصابة أكثر من 7 الاف شخص.
