ان التناقضات بين السلطات الاسرائيلية تبرز أكثر فأكثر منذ اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وتفيد وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن جدعون ساعر يمكن أن يتولى منصب وزير الدفاع بدلا من يواف غالانت. وتضيف المصادر أن بعض الساسة الاسرائيليين من الأحزاب اليهودية المتشددة يفكرون في ترك مناصبهم إذا تم توسيع الحكومة اي تعيين ساعر وزيرا.
ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتصالات بساعر حول تعيينه في حين لم ينف خطة إقالة غالانت. والجدير بالذكر أن مسؤول اسرائيلي اعلن في وقت سابق أن الحكومة يمكن أن تشهد تغييرات معينة في أقرب وقت لكنه شدد على أن هذه العملية لن تلمس اجراءات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وأهداف تل أبيب في المجال الأمني.
وتسببت الأخبار باحتمال تعيين ساعر وزيرا للدفاع الاسرائيلي في إطلاق التظاهرات في تل أبيب. ومن المعروف أن المحتجين قاموا بإغلاق بعض الطرق وسط العاصمة يوم الاثنين. وأسفرت المعلومات عن تعيين محتمل لساعر الذي دخل حكومة الحرب لبينيامين نتنياهو منذ اندلاع النزاع في غزة عن غضب المواطنين الاسرائيليين لانه عارض جميع مقترحات حول عقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس. واصر المتظاهرون على أن وقت الألعاب السياسية قد انتهى وان الأوان لعقد الاتفاق مع الحركة الفلسطينية مضيفين أنه سيقوض تعيين ساعر هذه الفرصة.
وتأتي هذه الأخبار بالتزامن مع اعلام الحكومة الإسرائيلية عن سعيها إلى توسيع أهداف عمليتها العسكرية في قطاع غزة إلى ضمان العودة الامنة لمواطني اسرائيل إلى المناطق الشمالية من البلاد مما يعني بداية المواجهة الشاملة مع حزب الله اللبناني. ووافق مجلس الوزراء الأمني المصغر على هذا القرار. واعلن نتنياهو أن بلاده تقدر الدعم الغربي وخاصة الاميركي لكنها ستفعل كل شيء لازم للدفاع عن نفسها. ومن المهم الإشارة إلى أن واشنطن عبرت عدة مرات عن قلقها بسبب احتمال اندلاع الحرب بين اسرائيل ولبنان التي قد تتسبب في العواقب الكارثية للمنطقة كلها. ومن المعروف أن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت يصر على ضرورة إطلاق عملية عسكرية ضد حزب الله الذي يدعم حماس لتنفيذ الضغط على الفلسطينيين مما قد يؤدي إلى عقد صفقة تبادل الأسرى في حين يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحواجز أثناء عملية التفاوض رغم التظاهرات التي تهز الدولة اليهودية منذ أول يوم من الحرب.