ان الحرب في السودان التي تدور منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تقلق العالم بسبب انتشار العنف في البلاد. وفي الثامن عشر من الشهر الجاري عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا والذي يتجه إلى وقف أعمال العنف على الفور وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى السودان. واستخدمت روسيا حق النقض خلال التصويت على القرار مشددة على أنه تمت صيغة المشروع دون”اي إشارة إلى للسلطات الشرعية للسودان” في حين صوت الأعضاء الآخرون لصالح القرار. وأثار هذا القرار الروسي موجة من الانتقادات خاصة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتفيد وسائل الإعلام بأن الحكومة السودانية رحبت بهذه الخطوة الروسية. وينص بيان وزارة الخارجية السودانية على أن البلاد ترحب بالتزام موسكو بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية. كما عبرت الحكومة السودانية عن أملها في تحويل هذا القرار إلى سابقة تاريخية لمنع القوى المختلفة من استخدام منبر مجلس الأمن الدولي لفرض الوصاية على الشعوب. لكن تنسيقية القوى الديموقراطية المدنية “تقدم” أدانت القرار الروسي. من جانبها اعلنت قوات الدعم السريع أن جميع الخيارات مفتوحة أمام السودان الان مضيفة أنها مستعدة لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها.
في نفس الوقت تشير المصادر إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو زار يوم الاثنين مدينة بورتسودان حيث التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية. وعبر الممثل الاميركي عن سعي بلاده إلى وقف النظاع السوداني في أقرب وقت وأشاد بجهود الحكومة السودانية الأخيرة الميذولة لإنهاء معاناة الشعب من الجوع والأمراض.
وعلى خلفية الأحداث السياسية المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال جارية في الأنحاء المختلفة من البلاد. وتؤكد المصادر المحلية أن الاشتباكات تستمر في مدينة الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان حيث قضفت قوات الدعم السريع المصلين خلال صلاة المغرب يوم الأحد مما تسبب في مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين وبينهم أطفال. وتم اتهام المليشيات بالهجمات على المستشفيات وطرد المرضى منها إلى جانب نهب السوق الماشية. كما من المعروف أن الجيش يشن الضربات الجوية باستخدام المسيرات على مواقع الدعم السريع في المدن الثلاث. وتسفر هذه التطورات عن اتساع موجة النزوح من المدن باستمرار.