ان التطورات الاخيرة في السودان تثير قلق الكثيرين لان قوات الدعم السريع بعد المعارك العنيفة ضد الجيش السوداني بسطت سيطرتها على مدينة ود مدني. وفي الحادي والعشرين من ديسمبر الجاري اعلن مستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى ابراهيم ان سقوط المدينة يعني ان القوات تسيطر على تسع ولايات السودان الان وبينها الجزيرة. كما نفى الاتهامات التي نشرت خلال الأيام الأخيرة في شبكات التواصل الاجتماعي بتنفيذ قوات الدعم السريع لأعمال العنف ضد البنية التحتية المدنية والخدمات الطبية موكدا ان عددا من المنشآت تعرضت للقصف او التفجير جراء المواجهة لكنه أشار إلى أن مقاتلي الدعم لم يقوموا بذلك طوعا.
من جانبه اعلن قائد الفرقة الأولى مشاة اللواء الركن احمد الطيب ان القوات المسلحة انحسبت من مدينة ود مدني لتجنب إشعال نزاع عرقي تعمل عليه المليشيات المتمردة في المنطقة التي تسعى إلى الوصول إلى الانقسام بين المدنيين والقوات المسلحة السودانية. واضاف ان قراره يعكس التزامه بضمان حماية المدنيين في البلد.
في نفس الوقت اعلنت تنسيقية القوى المدنية السودانية التي يترأسها عبد الله حمدوك ان طرفي النزاع يقومان بالاتصالات حول امكانية انهاء الصراع في البلد. وشددت التنسيقية على ضرورة العودة إلى المباحثات في جدة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين.
وتواصل أسعار صرف العملات الأجنبية تشهد الترددات الكبيرة. وفي الحادي والعشرين من الشهر الجاري اعلن بنك الخرطوم ان سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 830 جنيها سودانيا. من جهته اكد بنك ام درمان أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 950 جنيها محليا. لكن أسعار صرف جميع العملات الأجنبية في السوق السوداء تظهر ارتفاعا حادا منذ اندلاع الحرب في البلد. ومن المعروف أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 1080 جنيها سودانيا اليوم.
واثارت المعارك بين الطرفين في ولاية الجزيرة موجة النزوح بين المدنيين الذين يخافون أعمال العنف والسلب والنهب التي تراقب سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق البلاد. وانتشرت الأخبار عن فرار عدد من المواطنين من مدينة كوستي ومدن اخرى جراء تكثيف الإشاعات بوصول قوات الدعم السريع إلى منطقتي الدويم والقطينة.
كما تسبب تصعيد التوتر في منطقة الجزيرة في وقف أعمال برنامج الأغذية العالمي لانه لا يمكن ان يضمن امن موظفيه. ويمكن ان يتسبب ذلك في العواقب الانسانية الكارثية الجديدة للشعب السوداني. وعلى خلفية الأحداث الاخيرة تبدو توقعات الخبراء بالنسبة لمستقبل البلد غير متفائلة.
