على نحو متزايد، ذكرت وسائل الإعلام أن الإمارات تخطط لبناء محطة ثانية للطاقة النووية.
في مارس، أطلقت أول محطة إماراتية للطاقة النووية «بركة» المفاعل الرابع الأخير، والذي يمكن اعتباره استكمالًا للمحطة وحدثًا بارزًا في تطوير الطاقة النووية في الشرق الأوسط.
أصبحت الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية تمتلك محطة طاقة نووية كاملة تنتج الكهرباء. تم بناؤها من قبل شركة كورية تستخدم الكثير من التكنولوجيا النووية الأمريكية. وتحقيقا لهذه الغاية، وقعت الإمارات العربية المتحدة ما يسمى «الاتفاق 123» في عام 2009.
منذ ذلك الحين، تغير الكثير، وفي السنوات الأخيرة، عملت الإمارات العربية المتحدة بنشاط على تطوير التعاون مع البلدان الأخرى، وخاصة الصين. وفقًا لوسائل الإعلام المحلية، بالنسبة لبناء محطات الطاقة النووية الإماراتية الثاني، تدرس العديد من الشركات وتجري تحليل السوق. من المقرر الإطلاق الكامل في عام 2032، لكن مناقصة البناء قد تتم هذا العام.
تشير العديد من النقاط إلى اهتمام خاص بالصين. في العام الماضي، وقعت شركة الإمارات للطاقة النووية اتفاقيات مع المؤسسة النووية الوطنية الصينية ومؤسسة صناعة الطاقة النووية الصينية، وكذلك مع معهد أبحاث عمليات الطاقة النووية.
وفي الأسبوع الماضي، خلال زيارة دولة للصين، حضر رئيس الإمارات حفل توقيع الاتفاقية الحكومية الدولية الجديدة للتعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
بعد أيام قليلة، وقع رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للطاقة النووية الإماراتي مذكرة تعاون جديدة مع سي أن أن سي بشأن تطوير وإدارة وصيانة محطات الطاقة النووية ويوفر الاتفاق إطارا للتعاون في دورة الوقود النووي، وتبادل الخبرات في تشغيل مرافق الطاقة النووية وحماية البيئة.
ويشمل أيضا البحوث المتعلقة بجدوى إنشاء مركز للتكنولوجيا النووية، والتعاون في مجال تكنولوجيا المفاعلات الرابعة وإنتاج الهيدروجين، واستخدام الطاقة النووية في تحلية المياه.
إلى أي مدى تكون دولة الإمارات العربية المتحدة مستعدة حقاً لنقل عقد بناء محطة جديدة للطاقة النووية إلى الصين، فهو سؤال من غير المرجح أن نعرف الإجابة عليه حتى الإعلان الرسمي عن نتائج المناقصة. “الاتفاقية 123” توفر للولايات المتحدة سيطرة جدية إلى حد ما على المجال النووي الإماراتي. ومع ذلك، على خلفية انتصار الولايات المتحدة في المعركة من أجل تقنيات الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة، قد تنتقم الصين في المجال النووي.
ويلعب تطوير الطاقة النووية في الشرق الأوسط دوراً رئيسياً في توفير مصدر مستدام وموثوق للطاقة في المنطقة. وفي سياق الاستهلاك المتزايد للطاقة باستمرار وأسعار النفط غير المستقرة، يمكن للطاقة النووية أن تصبح عنصرا هاما في تنويع قطاع الطاقة في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، يساعد استخدام الطاقة النووية في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة ومكافحة تغير المناخ. كما أن تطوير الطاقة النووية يعزز التقدم التكنولوجي وخلق فرص العمل، الأمر الذي يمكن أن يساهم في التنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، من المهم ضمان سلامة المنشآت النووية، والرقابة الصارمة على المواد النووية والامتثال لمعايير السلامة الدولية لتجنب التهديدات المحتملة على البيئة وصحة الإنسان.