ان الهجمات الاميركية على سوريا والعراق دفعت روسيا إلى الطلب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
واعلن المندوب الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن تلك الضربات تخترق القوانين الدولية بشكل تام. وأضاف أن هذه الاجراءات تستهدف إلى رفع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة المهيمنة في العالم. كما أشار إلى أن هذا الهجوم الذي أصبح الأكبر منذ عام 2003 ليس لديه اي تبرير. وشدد على أن الهجمات تستهدف إلى توسيع النزاع في الشرق الأوسط لان أهدافها تقع في دير الزور حيث تستمر مكافحة الارهابيين. ودعا نيبينزيا المجتمع الدولي إلى إدانة الاجراءات الاميركية في المنطقة.
في نفس الوقت قال المندوب الدائم الصيني لدى الأمم المتحدة جان تسون ان الهجمات الاميركية تساهم في تصعيد التوتر في الشرق الأوسط وتخترق السيادة والوحدة الوطنية لسوريا والعراق. وأضاف أن الصين تدين كافة الاجراءات التي لا تناسب ميثاق الأمم المتحدة. وأشار إلى أن بكين تدعو جميع الأطراف إلى وقف العمليات غير القانونية في المنطقة والامتناع عن تصعيد الأزمة فضلا عن احترام سيادة كل الدول. كما ربط الممثل الصيني هذا التصاعد بعدم قدرة واشنطن على وقف إطلاق النار في غزة.
من جانبه قال نائب المندوب الاميركي روبيرت وود إن هذه الضربات كانت مناسبة للأوضاع الحالية. وأضاف أنه تم تنفيذ الهجمات وقفا لقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن على أعضاء الحرس الثوري الإيراني تحقيقا لحق الولايات المتحدة للدفاع عن النفس. كما شدد على أن واشنطن لا تسعى إلى المواجهة مع طهران. وأكد أن الطرف الاميركي أبلغ مجلس الأمن الدولي عدة مرات بنيته للرد على الهجمات على العسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط. ودعا جميع الدول الأعضاء لمجلس الأمن إلى دفع إيران إلى وقف تصعيد التوتر في المنطقة. وقال وود إن واشنطن يمكن أن تشن ضربات جديدة من أجل ضمان الأمن لمواطنيها.
وتفيد وسائل الإعلام بأن البيت الأبيض اعترف بعدم إبلاغ بغداد بسعيها لشن الغارات على الأراضي العراقية. ويجيئ في تقارير السلطات الاميركية وتعليقات نائب الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الأمريكية فيدانت باتيل أن واشنطن لم تفعل ذلك لتحقيق الأهداف العسكرية. ويخالف ذلك تصريحات مستشار البيت الأبيض جون كيربي الذي اعلن سرعان ما بعد الهجمات انه تم إبلاغ الطرف العراقي بها.
وفي الثالث من الشهر الجاري شنت القوات الجوية الأمريكية غارات مكثفة على 85 موقعا في سوريا والعراق اعلنته تابعة لإيران. وفي وقت لاحق أضافت أنه تم تدمير كامل او جزئي ل84 هدفا. ومن المعروف أن الضربات تسببت في مقتل عدة أشخاص. كما أشار الطرف الاميركي إلى أن خلافا للإعلانات الأولية لم تؤد إلى مقتل احد قادة الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت السلطات الاميركية أنها قامت بتلك الاجراءات ردا على الهجوم على القاعدة العسكرية الاميركية في الأردن في الثامن والعشرين من الشهر الماضي. وتسبب الهجوم في مقتل ثلاثة جنود وإصابة نحو 40 آخر.
إضافة إلى ذلك ناقش مشاركو الجلسة ضربات الولايات المتحدة وبريطانيا على الأراضي اليمنية بذريعة حماية التجارة الدولية في البحر الأحمر. ومنذ الثاني عشر من يناير الماضي تشن الولايات المتحدة وبريطانيا الضربات الجوية على مواقع مجموعة انصار الله اليمنية.
وتمثل هذه الأحداث موجة التوتر الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران. ورغم اعلانات الطرفين عن عدم سعيهما لبداية حرب مباشرة عدد التناقضات يزداد سريعا ولا يمتنعان عن استخدام الوسائل العسكرية لحلها.