بدلا من الهجمات على الأراضي الايرانية التي افترضت وسائل الإعلام الكثيرة أن تبدأ بعد الهجوم على القاعدة العسكرية الاميركية في الأردن شنت القوات الجوية الأمريكية الضربة على أراضي سوريا والعراق باستخدام الطائرات الحربية التي تم إطلاق بعضها حتى من الولايات المتحدة والمسيرات. ومن المعروف أنها استهدفت 85 موقعا وتسببت في مقتل عدة أشخاص.
وأكدت الولايات المتحدة أنها شنت الضربات على مواقع المجموعات المسلحة التابعة لإيران وفيلق القدس وهو الجناح الخاص للحرس الثوري الإيراني. واستهدف الهجوم المقرات ومستودعات الأسلحة والذخيرة.
واعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه اصدر قرارا عن تنفيذ هذه الضربات. وأضاف أن الرد الاميركي على الأحداث في الأردن قد بدأ. كما أشار إلى أن واشنطن لا تسعى إلى اندلاع حرب في الشرق الأوسط لكنها سترد على كل هدد لمواطنيها. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن إن قواته تستعد لتنفيذ الاجراءات التالية.
من جانبها أدانت السلطات العراقية هذه الهجمات التي تهدد سيادة العراق في حين تعمل بغداد على ضمان السلام للمنطقة. وأضافت أنها ستؤدي إلى تداعيات خطيرة للأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة كلها. لكن ممثل البيت الأبيض جون كيربي اعلن أن واشنطن أبلغت بغداد بخطتها من قبل وقال إنها لم تتصل بطهران. وأضاف أن هذه الضربات تمثل رسالة الولايات المتحدة لجميع القوى في المنطقة المشيرة إلى أن واشنطن لن تصبر على الهجمات على عسكرييها. كما شدد على أن البيت الأبيض ليس مستعدا لتحديد عدد القتلى والجرحى جراء الهجمات لكنه يعتبرها ناجحة.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام بأن القاعدة العسكرية الاميركية في سوريا تعرضت للقصف الصاروخي سرعان ما بعد الضربات للقوات الاميركية. وتوجد القاعدة في محافظة دير الزور شرق البلاد. أدت الضربات الجوية إلى الحريق داخل القاعدة.
وتم تنفيذ الهجوم على القاعدة العسكرية الاميركية في الأردن في الثامن والعشرين من يناير الماضي. وتسببت الضربة في مقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 40 آخرين. واتهم البيت الأبيض طهران بتنظيم هذا الهجوم وتقديم الاسلحة والمعلومات الاستخبارية للمجموعات المسلحة في المنطقة. وأكد الطرف الاميركي أنه يخطط تنفيذ عملية عسكرية لوقف هجمات القوى التابعة لإيران على منشآت الولايات المتحدة. لكن طهران نفت هذه الاتهامات وأعلنت أنها لن تقبل اجراءات عسكرية على أراضيها.
ومن الممكن القول إن المنطقة تشهد تصعيدا حادا منذ بداية الحرب بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة. ويظهر الوضع بوادر الاتساع مما يهدد أمن الشرق الأوسط والعالم كله.