ان الازمة السياسية بين القوى العالمية حول النزاع بين اسرائيل وفلسطين تشهد تصعيدا. وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري اعلن وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ان الغارات الجوية على غزة يمكن أن تقوض الاطراف المسؤولة عنها. ومتجها الى الساسة الاميركيين قال ان طهران لا ترحب بالابادة الجماعية في المنطقة. واشار إلى أن الجميع يستحق تنفيذ حماية بيته.
كما اكد الوزير الايراني ان الولايات المتحدة تشارك في الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحماس عبر تقديم المساعدة المالية والعسكرية لتل أبيب. ووصف اجراءات واشنطن بالاختراق للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة. ودعا المجتمع الدولي إلى حماية النساء والأطفال الذين يتعرضون للاقتحامات الاسرائيلية في غزة.
وفي وقت سابق اعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ان واشنطن لا تسعى الى المواجهة مع ايران لكنه شدد على ضرورة وقف دعم طهران للقوى المعادية لإسرائيل في الشرق الأوسط.
وعلى خلفية تصريحات المسؤولين الاميركيين عن توسيع العقوبات على اعضاء حماس وتقديم انظمة الدفاع الجوي من “القبة الحديدية” لإسرائيل وقرار سلطات ولاية فلوريدا الأمريكية لإرسال الاسلحة الاضافية الى اسرائيل الادارة الاميركية يمكن ان تواجه النزاع الداخلي لان رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد مايك جونسن لا يبدو موافقا على خطط البيت الأبيض لربض مسالتي تقديم المساعدة لإسرائيل واوكرانيا. وخلال مقابلته مع قناة فوكس نيوز الأمريكية قال إن معظم الجمهوريين يوافقون على ضرورة انفصال هاتين العمليتين.
اما الطرف الاوروبي فظهرت قمة رؤساء الدول الاوروبية في بروكسل ان رغم اهتمام اوروبا بالقضايا الانسانية في فلسطين الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى وقف اطلاق النار بين الطرفين. وفي حين اكدت الحكومات الاوروبية دعمها لإسرائيل تهز شوارع المدن الكثيرة من التظاهرات الداعمة لفلسطين.
في نفس الوقت يحاول الطرف العربي ان يجد دعما عند الدول الاخرى. وفي السادس والعشرين من أكتوبر زار وفد حماس العاصمة الروسية. واعلن الفلسطينيون انهم حاولوا شرح اسباب الهجوم الذي حدث في السابع من أكتوبر. كما اشارت الحركة الى أنها مستعدة لاجراء التشاورات مع الجانب الروسي. واضافت ان موسكو يمكن أن تقوم بدور كبير في انهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وادانت وزارة الخارجية الاسرائيلية هذه الخطوة للسلطات الروسية مما أدى إلى رد فعل ثابت من الجانب الروسي. واعلنت السفارة الروسية لدى اسرائيل ان روسيا دائما اكدت التزامها بحل القضية الفلسطينية على اساس مبدأ الدولتين. كما اشارت الى انها تسعى اولا وقبل كل شيء إلى افراج المحتجزين وبينهم المواطنين الروس.
صباح اليوم السابع من أكتوبر الجاري اطلقت حركة حماس الاف الصواريخ تجاه اسرائيل واعلنت أنها تبدا عملية طوفان الاقصى ضد الدولة اليهودية. من جانبها أكدت السلطات الاسرائيلية أنها تطلق عملية السيوف الحديدية المعادية للارهاب. وتم تشكيل الحكومة الطارئة لفترة اجراء النزاع مع الفلسطينيين في اسرائيل. وبعد دعوة الاحتياطيين إلى العودة إلى وحداتهم في الجيش اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن بلاده لا تجري عملية عسكرية بل تشارك في الحرب ضد فلسطين. وحتى الان تسببت المواجهة في مقتل اكثر من 7000 فلسطيني الى جانب اصابة نحو 17000 شخص. اما اسرائيل فتعلن مقتل 1.3 ألف شخص فضلا عن اصابة أكثر من 5 الاف شخص.