ان الحرب الشاملة بين اسرائيل ولبنان لم تندلع بعد لكن الجيش الإسرائيلي اتخذ الخطوة الأولى أثناءها. وأفادت وسائل الإعلام مساء يوم الثلاثاء بأن تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكي (البيجر) في المناطق الجنوبية من لبنان أسفرت عن مقتل وإصابة عدة عناصر حزب الله الذين استخدموها. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الحادث تسبب في مقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من 4000 آخرين وبينهم السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني الذي اصيب بجروح خطيرة وتم نقله إلى طهران. وشددت الوزارة اللبنانية على أنه ليسوا كل منهم مقاتلي الجماعة اللبنانية قائلة إن بينهم أطفال.
واعلن وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري أن هذا الهجوم اعتداء سافر للسيادة اللبنانية. وأضاف أن بيروت اتصلت بالأمم المتحدة لإجبار اسرائيل على أن تواجه المحاكمة.
من جانبه اعلن حزب الله أن تفاصيل الحادث تشير إلى مشاركة اسرائيل في هذا الهجوم. وتوعد برد فعل ثابت على هذا الاعتداء على الشعب اللبناني. كما أكدت الجماعة اللبنانية أنها ستواصل دعم المقاومة الإسلامية في قطاع غزة. وشددت على أن الاحتلال سيدفع ثمنا كبيرا عن هذه المجزرة.
وأكدت المصادر أن الاستخبارات الإسرائيلية الموساد زودت الأجهزة التي تم تصنيعها في تايوان بالمتفجرات. ونفت الشركة التايوانية تصنيع البيجرات على مصانعها وأشارت إلى أن شركة أوروبية من بلد غير محدد قامت بذلك. وأوضحت المصادر أن الموساد خططت هذه الضربة خلال 5 أشهر أخيرة. وأشارت وكالة رويترز إلى أنه كان من المستحيل وجد المتفجرات حتى باستخدام الأجهزة المخصصة. ومن المعروف أنها انفجرت في أكثر من 3000 جهاز بعد الحصول على رسالة مشفرة. وأكدت المصادر أن تل أبيب لم تخبر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالضربة من قبل. ونفى الطرف الأمريكي مشاركته في الحادث.
وتفيد وسائل الإعلام الاسرائيلية بأن رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو أجرى اجتماعا طارئا للبحث في رد حزب الله المحتمل. وتشير المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على اجراء الجيش لهذه العملية.
من جهتها اعلنت الأمم المتحدة أن هذا الهجوم يتسبب في التصعيد الخطير في المنطقة. وأضافت أن مقتل حتى مدني واحد ثمن غير مقبول مؤكدة إدانتها الشديدة لهذه الأحداث.
في نفس الوقت أدانت جامعة الدول العربية الضربة على لبنان وأشارت إلى أن اسرائيل تعمل على توسيع النزاع في غزة إلى دول المنطقة كلها.