ان الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها تبذل كل ما في وسعها لتسهيل الظروف الانسانية الصعبة لسكان قطاع غزة. واعلن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أنه يقوم بالتحركات اللازمة على الفور بعد حصول المعلومات المناسبة من الطرف الاسرائيلي حول موظفي الامم المتحدة المتهمين بالمشاركة في اجراءات حماس.
وشدد غوتيريش على أنه مستعد ليفعل كل ما في وسعه لضمان مواصلة عمل وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي قد تقف وظائفها في المنطقة الشهر القادم بسبب قطع تمويلها من قبل الولايات المتحدة والدول الأخرى الداعمة لإسرائيل. واعلن الأمين العام أن كل هؤلاء الأشخاص اقيلوا حتى قبل نهاية التحقيق ضدهم. لكنه من المعروف أن انطونيو غوتيريش فضلا عن فيليب لازاريني وهو المفوض العام للاونروا لم يحصلا على المعلومات الإضافية او اي دلالات بعد اعلان الاستخبارات الإسرائيلية عن مشاركة 12 شخصا على الأقل في هجوم حماس على اسرائيل في السابع من اكتوبر الماضي.
في نفس الوقت اعلنت سلطات قطاع غزة أن الضرر المالي الذي تسببت فيه المواجهة بين الجيش الإسرائيلي وحماس يبلغ 15 مليار دولار على خلفية مقتل أكثر من 27 ألف شخص وإصابة حوالي 66 الف فلسطيني. ويبلغ عدد المفقودين 7 الاف شخص على الأقل. وتضيف السلطات المحلية أن نحو 700 ألف مواطن في قطاع غزة أصيبوا بالأمراض الوبائية بسبب نقص الأدوية وخروج المنشآت الصحية الكثيرة من الخدمة. وتشير التقديرات إلى أن سكان شمال المنطقة يواجهون الازمة الغذائية لان المساعدات الإنسانية الدولية قليلة لتغذي جميع هؤلاء الأشخاص.
وتحاول الدول العربية أن تجد حلا للقضايا التي يواجهها الشعب الفلسطيني الان. ومساء يوم الخميس عقد الاجتماع الوزاري التشاوري في الرياض لمناقشة الأوضاع في غزة. وشارك ممثلو السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الجلسة. وأشار الاجتماع إلى ضرورة وقف القتال في قطاع غزة بشكل كامل اي ضمان الأمن للمدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم. كما عبر مشاركو الجلسة عن دعمهم للاونروا. ويدعو البيان الختامي للاجتماع إلى وقف النزاع بشكل مستمر بناء على حل الدولتين وفقا للقانون الدولي وإقامة دولة فلسطين بحدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن الممكن القول إن جنوب قطاع غزة يشهد الان أصعب الأوضاع الإنسانية لان قوات الاحتلال تواصل تنفيذ غارات جوية على المدنيين وبينهم الأطفال. وتفيد وسائل الإعلام بأن الجيش الاسرائيلي يقصف الخدمات الطبية في خان يونس ورفح. وعلى خلفية خطط تل أبيب لتوسيع العملية العسكرية في هذه المنطقة قد يصبح وضع المدنيين فيها اخطر بكثير لكن الطرف الاسرائيلي لا يبدو يهتم بهذه التفاصيل.
