ان طرفي النزاع الدائر في السودان يحاولان تعزيز موقفهما داخل البلد. واعلن المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي ان الاوضاع على الارض تتغير سريعا. واضاف ان قوات الدعم السريع تحدد شروط عملية التفاوض بدلا من مجلس السيادة السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان.
ورغم جميع هذه الاحداث والتصريحات اعلنت وسائل الإعلام يوم الاحد ان وفد الجيش السوداني وصل الى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع ممثلي قوات الدعم السريع. وتجري هذه المباحثات تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية. واعلن مجلس السيادة السوداني انه منفتح لاي مبادرات لوقف النزاع داخل البلد. واكدت قوات الدعم السريع استعدادها لمواصلة المفاوضات في جدة.
وفي الوقت الذي يظهر فيه الطرفان استعدادهما لايجاد حل سياسي للازمة السودانية تواصل المواجهة المسلحة على الارض. وتفيد وسائل الإعلام بان يوم الاحد قوات الدعم السريع شنت ضربات جوية على مستشفى علياء التخصصي فب مدينة ام درمان. واعلن الجيش السوداني ان هذه الضربة ادت الى اصابة مريضة واضرار كبيرة داخل المبنى. واكدت وسائل الإعلام الفرنسية نقلا عن شهود عيان ان قوات الدعم السريع نفذت هذه العملية باستخدام المسيرات. وفي السابع عشر من يوليو الجاري نفذ الجيش السوداني سلسلة من الضربات الجوية على مواقع قوات الدعم السريع في ام درمان. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بان المواجهة باستخدام جميع انواع الاسلحة تجري في منطقة دارفور التي تقف امام الكارثة الانسانية.
اما الوضع الانساني داخل البلد فيمكن وصفه بصعب جدا. ومنذ يوم الجمعة تفيد وسائل الإعلام بانقطاعات في عمل شبكة الأنترنت في الخرطوم. واضافة الى ذلك يعلن سكان السودان صباح يوم الاثنين ان شبكة الكهرباء لا تعمل بشكل مستمر ايضا خاصة في العاصمة السودانية ومدينة ام درمان. ويحدث هذا الانقطاع في حين يعاني فيه البلد من موجة الحر الشديدة. ويشكو كثير من الموظفين السودانيين عدم الحصول على رواتبهم. ويستمر هذا الحال منذ بداية المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل الماضي. ومنذ ذلك الوقت لم تتمكن جميع الاطراف التي تبذل جهودها الديبلوماسية من اجل وقف إطلاق النار في السودان من ايجاد سبيل مقبول لدى الطرفين لانهاء المواجهة. ورغم معاناة المدنيين والدعوات الدولية الى وقف القتال تجري المعارك العنيفة في كل انحاء البلد.