ان الأطراف الدولية لا تزال تحاول أن تدفع طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار. وتفيد وسائل الإعلام بأن يوم الثلاثاء مجلس الأمن الدولي ناقش مشروع مقدم ببريطانيا حول تسوية الأزمة في السودان. ومن المعروف أن المشروع يطالب الجيش والدعم السريع بإيصال أكثر من المساعدات الإنسانية المطلوبة إلى البلاد. ويطلب المشروع البريطاني قوات الدعم السريع بوقف هجماتها على المدنيين والسلطات السودانية بمواصلة عمل معبر ادري للوصول المزيد من الإمدادات إلى البلاد وخاصة ولاية دارفور.
واعلنت وزارة الخارجية السودانية أن المملكة العربية السعودية قد تقوم بدور بارز أثناء عملية التفاوض. كما أشارت الوزارة إلى أن ده تم فرض الحرب على القوات المسلحة متهمة بعض الدول الأجنبية بتقديم المساعدة لقوات الدعم السريع.
واعلنت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء أن استمرار المعارك بين الجيش الذي يترأسه الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع برئاسة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي تتسبب في ارتكاب المجازر واتساع العنف المروع خاصة أعمال عنف جنسي جماعي. وأكدت المنظمة الدولية أن طرفي الصراع لا يعبران عن سعيهما إلى وقف المواجهة بالوسائل السلمية بل تشير التقارير إلى أن الأوضاع في البلاد قد تشهد تصعيدا فيما بعد. وأضافت الأمم المتحدة أن الشعب السوداني يعاني من نقص الغذاء والأمن. وشددت على ضرورة استئناف عملية التفاوض خصوصا في ظل مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين بسبب الاشتباكات بين الطرفين.
في نفس الوقت يواصل الشعب السوداني أن يواجه انتشار وباء الكوليرا. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن عدد الإصابات بالكوليرا في السودان تجاوز 34 ألف شخص في حين تسببت 979 منها في وفاة المواطنين. إضافة إلى ذلك أكدت وزارة الصحة السودانية انتشار حالات الإصابة بحمى الضنك خاصة في ولاية كسلا. وتنتشر الأوبئة في السودان بسرعة كبيرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل العام الماضي. وأدت الأمطار الغزيرة التي تضرب البلاد منذ أشهر إلى ارتفاع قاسي لعدد الإصابات فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب موجات النازحين. ومن الممكن القول إن الأوضاع الانسانية لن تصبح مستقرة بسبب عدم وجود بوادر إنهاء الحرب.