ان الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تقبى كارثية. وتفيد وسائل الإعلام نقلا عن الهلال الأحمر الفلسطيني بأن قوات الاحتلال تقصف مبنى مستشفى الامل في مدينة خان يونس جنوب غزة. وتضيف أن الضربات الجوية مكثفة للغاية مما أدى إلى ضرر كبير للمبنى.
ولا يقتصر عدوان الاحتلال على الخدمات الصحية في قطاع غزة على ذلك بل تفيد وسائل الإعلام منذ أيام بأن الجيش الإسرائيلي حاصر مجمع ناصر في نفس المدينة. وأفرجت قوات الاحتلال عن أسير فلسطيني جاء إلى المستشفى واعلن أن جميع المدنيين يجب أن يتركوه لأن اسرائيل تخطط اجراء قصفا جويا عليه. ويجبر هذا القرار للسلطات الإسرائيلية عدة مئات المرضى والأطباء على النزوح. وفي الرابع عشر من الشهر الجاري أعلنت منظمة الصحة العالمية أن اسرائيل تمنع الامم المتحدة من الوصول إلى المستشفى.
إلى جانب ذلك يهاجم جيش الاحتلال مبنى مستشفى المعمداني في مدينة غزة. ومن المعروف أن عددا من الأشخاص دخلوه وتم انتشال جثثهم وسط سيل الدماء. كما اعلن الهلال الأحمر ان جيش الاحتلال نفذ الضربة الجوية على مخيم المغازي. وتسبب هذا الهجوم في إصابة فلسطيني واحد على الأقل.
كما اعلن الهلال الأحمر انه لم يحصل على المساعدات الإنسانية عبر معبر العوجا على الحدود المصرية منذ أسبوع لان التظاهرات الاسرائيلية تعرقل عملية تفتيش الشاحنات على الحدود. وتضيف وسائل الإعلام أن المتظاهرين الاسرائيليين يمنعون تقديم المساعدات الدولية لغزة عبر معبري كرم أبو سالم والعوجا الواقعي على الأراضي الاسرائيلية لتنفيذ الضغوط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
في نفس الوقت اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن العملية الاسرائيلية في رفح ستبدأ بعد مغادرة المدنيين من المنطقة وستصبح “قوية”. لكنه لم يحدد إلى أين يجب أن يتجه جميع النازحين الذين حولوا هذه المدينة إلى مخيم ضخم لانه تم تدمير منازلهم بالطيران الاسرائيلي خلال أشهر المواجهة. ووصف مطالب حماس لعقد الاتفاق ب”الواهمة”. واعلن نيتانياهو ان العملية التي تم تنفيذها في يوم الأحد والتي تسببت في مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإفراج محتجزين اسرائيليين فقط كانت ناجحة.
ومنذ أيام اعلن الطرف الاسرائيلي أنه يخطط اجراء العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب المنطقة من أجل القضاء الكامل على عناصر حماس فيها. وتحاول الأطراف الدولية إقناع تل أبيب بعدم إطلاق هذه العملية لأن حوالي مليون ونصف نازح يبقون في المدينة ومحيطها لا يستطيعون أن يتجاوزوا الحدود المصيرية إلى سيناء. وتبذل تل أبيب كل ما في وسعها لدفع الشعب الفلسطيني إلى مغادرة أراضيه.
