ان المباحثات بين حماس وإسرائيل اتت بنتائج مثمرة. وفي الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري اعلنت وسائل الإعلام أن الحكومة الإسرائيلية وافقت على وقف إطلاق النار الموقت مقابل افراج 50 محتجزا وبينهم 30 طفلا. ومن المتوقع أن تستمر الهدنة خلال اربعة أيام. من جانبها ستفرج اسرائيل عن 150-300 اسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. ووفقا للمعلومات الرسمية فان حماس قبضت على 240 محتجزا حتى الآن. ويتم افراج المجموعة الأولى من الاسرائيليين في الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري. وتفيد وسائل الإعلام بأن الحركة ستفرج عن المحتجزين فاصلة ايهم إلى مجموعات تتكون من 12 شخصا كل منها. واكدت ان حماس يمكن ان تفرج عن حوالي 100 محتجزا اضافيا اذا واصلت اسرائيل الهدنة.
ومن المعروف أن الحكومة الإسرائيلية صوتت على هذه الصفقة. وصوت 3 وزراء ضد هذا القرار في حين دعمه الاخرون. واستمرت جلسة الحكومة الاسرائيلية خلال ست ساعات.
من جانبه اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو في وقت سابق أن الحكومة تقف امام قرار صعب بل صحيح. واكد ان تل أبيب تسعى الى افراج كافة المحتجزين الاسرائيليين. وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت على أن تقدم الجيش الإسرائيلي إلى وسط قطاع غزة يساعد في تنفيذ الضغط على حماس لتفرج عن الجزء الأكبر من الاسرى.
واكدت حركة حماس عقد الاتفاق مع اسرائيل. واشارت إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها قطر ومصر خلال المباحثات بين الطرفين. كما اعلنت ان الطرف الاسرائيلي يجب ان يقف الاجراءات العسكرية في قطاع غزة. الى جانب ذلك تضمن اسرائيل تقديم الشاحنات مع المساعدات الإنسانية والوقود الى جميع انحاء غزة ولن تجري القوات الإسرائيلية اعتقالات في فلسطين. كما اشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يمنع انتقال المدنيين من المناطق الشمالية إلى الجنوب.
ان المواجهة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس اندلعت في السابع من اكتوبر الماضي بعد هجوم مقاتلي الحركة على المدن الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. وبعد اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل اعلنت حماس انها تجري عملية طوفان الاقصى. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر من 12 عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين 30 ألف شخص في حين يقترب عدد المفقودين إلى حوالي 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص.
