في حين تحاول بعض الدول ان تبني العلاقات الدولية على اساس الاحترام المتبادل والتعاون الثنائي المثمر تجري دول اخرى عمليات تثير غضب الكثيرين. فان قضية احراق الكتب المقدسة اصبحت منتشرة في الدول الاوروبية خلال الاشهر الاخيرة. ولا تبقى الدول الاسلامية صامتة امام عمليات احراق القرآن الكريم في اوروبا.
ان النشطاء الاوروبيين الذين يدعمون فكرة ضرورة احترام حرية تعبيرهم اجروا عملية احراق القرآن الكريم اما مبنى السفارة العراقية في كوبنهاغن في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وقاموا بحرق المصحف والعلم العراقي. ويعرض الفيديو المنشور على موقع فيسبوك شابين ينفذان هذه العملية. ومن المعروف انهما اعضاء المجموعة المتطرفة “الوطنيون الدنماركيون” التي تقوم دائما بانتشار شعارها وفيديو عملياتها على الإنترنت.
فان هذه الاجراءات حدثت للمرة الثانية خلال عدة ايام. وادت هذه الاحداث الى ان وزير الخارجية العراقي فواد حسين احرى اتصالا هاتفيا طارئا مع نظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن. ودعا الوزير العراقي الحكومة الدنماركية الى عدم السماح لتكرار هذه العمليات. فان العراق اصبح دولة ردت على اجراء هذه العمليات بشكل اشد. وخلال التظاهرات التي جرت في بغداد اقتحموا المحتجون السفارة السويدية في العاصمة العراقية واحرقوها.
وحتى المعارضة السويدية لا تدعم قرارات الحكومة لدالتي سامحت اجراء تدنيس القرآن الكريم وضمنت امن النشطاء باستخدام قوات الشرطة. والان تطابل المعارضة السويدية باستقالة الحكومة. لكنه الجدير بالذكر ان بعض الدول وبينها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ايدت قرار السلطات السويدية والدنماركية لدعم المتظاهرين. و في نفس الوقت يشهد العالم العربي والإسلامي موجة من الاحتجاجات العنيفة. ويظهر المتظاهرون الاسلاميون غضبهم بشكل واضح حين تدين الدول الغربية تظاهرات الغضب هذه.
ورغم ان تنص القوانين الدولية على ان جميع الشعوب يجب ان تحترم عادات وتقاليد الاخرين سامحت سلطات السويد في بداية العام الجاري اجراء عملية احراق القرآن احتجاجا لسلطات الدين في حياة بعض الناس.
فان العمليات مثل هذه تجذب دائما انتباه العالم كله. وتتسبب في المناقشات الناشطة حول قانونية اجراء عمليات تدنيس المقدسات. وجراء ذلك تواجه اوروبا التي تعتبر نفسها متسامحة لجميع الناس التناقض الجدي: ما هو الاهم – تنفيذ حرية التعبير او احترام وجهة نظر الاخر؟
