ان منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ادخلت اطلال مدينة أريحا الى قائمة التراث الثقافي العالمي. وتسببت هذه الخطوة للمنظمة في غضب اسرائيل.
وافادت الوكالة على صفحتها على موقع اكس بان خلال دورة عملها الخامسة والأربعين تم انضمام اطلال المدينة القديمة لاريحا الى قائمة التراث الثقافي. واضاف ممثل المنظمة لوسائل الإعلام أن المناقشة حول اريحا جرت اثناء ثلاث سنوات ولم ترفض احدى من الدول الاعضاء اقتراح هذه الخطوة. واضاف ان الخبراء لم يجدوا اطلال مسكن مسيحي او يهودي على هذه الارض. واكد ان هذه المدينة القديمة سكنها الناس عصور ما قبل التاريخ.
لكن هذا القرار لليونسكو اثار غضب الطرف الاسرائيلي. واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية عن ادانتها الشديدة لتلبية طلب الادارة الفلسطينية بضم اطلال اريحا الى قائمة التراث العالمي. واتهم الطرف الاسرائيلي المنظمة بتقديم التراث التاريخي الديني الى الفلسطينيين الذين ليس لديهم حق ليمتلكوا تلك الاراضي. ووصف هذا الحدث ب”الاستخدام الساخر” للمنظمة الدولية من جانب الفلسطينيين.
من جهتها اعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية عن ترحيبها لخطوة اليونيسكو هذه. واشارت وسائل إعلام الى ان موسسات الدولة الفلسطينية تدعم انضمام المدينة القديمة لاريحا او تل السلطان الى التراث العالمي. واشارت الى ان هذه الاطلال تمثل الاصول التاريخية والجمالية والاثنولوجية والانثروبولوجية للشعب الفلسطيني. واضافت ان هذه الاجراءات تثبت سلطة الفلسطينيين التاريخية على هذه المنطقة.
ان النزاع بين العرب واليهود في فلسطين بدا في بداية القرن الماضي. وبعد اقامة دولة اسرائيل عام 1948 يحاول الفلسطينيون ان يعودوا السيطرة على اراضيهم جميعا. وخلال السنوات الطويلة تقاوم فلسطين العدوان الاسرائيلي رغم ان الامم المتحدة تبني القوانين الدولية على اساس مبدأ الدولتين اي ضرورة الحفاظ على دولة اسرائيلية ودولة عربية على تلك الاراضي. لكن في الوقت الاخير اخذت الحكومة الإسرائيلية ان تعلن عن ضرورة رفض فكرة اقامة دولة عربية مستقلة على الاراضي الاسرائيلية رغم الادانات الدولية لهذا المسار. ومن الممكن القول ان الصراع السياسي والعسكري بين اسرائيل وفلسطين يظهر نفوذه على الثقافة لان اسرائيل لا تعترف بسيطرة فلسطين على اراضي مدينة اريحا. وحتى اطلال بنايات القرن الحادي عشر قبل الميلاد اصبحت سببا لدورة جديدة من هذا النزاع.
