ان القلق المرتفع حول استمرار النزاع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس لا يمنع الولايات المتحدة من تقديم المزيد من الدعم العسكري لتل أبيب. وفي الثاني عشر من ديسمبر الجاري اكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن ستواصل دعم اسرائيل حتى القضاء الكامل على حركة حماس. واضاف الرئيس الأمريكي ان بلاده تعمل على ضمان عدم تغيير الرأي العام تجاه هذا النزاع. كما اشار إلى أنه يتعامل مع الشركاء من قطر ومصر واسرائيل لافراج جميع المحتجزين.
لكن الدول الغربية الاخرى وبينها إسبانيا لا تدعم اجراءات اسرائيل في قطاع غزة. وفي الثاني عشر من الشهر الجاري أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز انه يعتبر رد فعل اسرائيل على هجوم حماس في السابع من اكتوبر الماضي غير مناسب لاجراءات حماس. والجدير بالذكر أن في نوفمبر الماضي ادلى سانشيز بالتصريحات التي ادان فيها عنف الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية في قطاع غزة.
إلى جانب ذلك تفيد بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية وبينها القناة ال12 بأن تل أبيب مستعدة للمشاركة في صفقة تبادل الأسرى الجديدة والاستماع إلى اقتراحات الوسطاء وبينهم الولايات المتحدة وقطر ومصر. وتضيف ان الظروف الحالية يمكن ان تساهم في ابرام اتفاق جديد. واعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن اسرائيل منفتحة لمناقشة جميع أشكال السلطة في قطاع غزة الا حماس.
وبعد استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو خلال التصويت الذي جرى في مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة لوقف إطلاق النار الفوري في غزة نظمت أبوظبي زيارة ممثلي الدول الدائمة لدى المجلس إلى معبر رفح على الحدود بين مصر وفلسطين لاجراء اللقاء مع رؤساء المنظمات الانسانية في القطاع. ولم يشارك ممثل من الولايات المتحدة في هذه الزيارة.
ان المواجهة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس اندلعت في السابع من اكتوبر الماضي بعد هجوم مقاتلي الحركة على المدن الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. وبعد اطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل اعلنت حماس انها تجري عملية طوفان الاقصى. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر من 18 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين 35 ألف شخص في حين يقترب عدد المفقودين إلى حوالي 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص.
