ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تجري في البلد منذ الخامس عشر من ابريل الماضي ادت حتى الان الى التداعيات الاقتصادية المهمة. وفي السادس والعشرين من سبتمبر الجاري افادت وسائل الإعلام العربية بأن التمور الذي تشتهر به العاصمة السودانية لن يساعد المزارعين في محاولاتهم للحفاظ على اعمالهم.
وتضيف ان الى جانب تدمير الاسواق والبنية التحتية المطلوبة لاجراء التجارة في العاصمة السودانية توقفت اعمال الشركات الصناعية الكثيرة. ويهدد هذا الوضع محصول التمور ويمكن ان يودي الى الجوع في البلد.
ورغم العواقب الخطيرة للشعب السوداني يواصل الطرفان النزاع خاصة في العاصمة السودانية. ويفيد شهود عيان بأن السنة الدخان تتصاعد الى سماء المدينة. وتطلق قوات الدعم السريع المدفعية الثقيلة خلال القصف الجوي على مواقع الجيش السوداني.
وظهر على الإنترنت وفي وسائل الإعلام مصطلح جديد وهو “حرب الجنرالين”. وفي الوقت الاخير اخذ قائد الجيش السوداني وهو رئيس مجلس السيادة الفريق الاول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي يتبادلان بالاعلانات والاتهامات اكثر واكثر. ويستخدمان لذلك حتى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث القى كل منهما كلمة ليقنع العالم ليدعم موفقه. وتبدو تهديدات حميدتي بالانقسام السياسي في البلد تقلق الكثيرين لان الاحداث الاخيرة على الصعيد العسكري تظهر انتشار المعارك الى جميع أنحاء البلاد.
وتواصل حكومة البرهان ان تعزز العلاقات الدبلوماسية مع الدول المختلفة وبذلك ان تثبت شرعيتها على الصعيد العالمي. وفي يوم الثلاثاء اجرى وزير الخارجية السوداني السفير علي الصادق لقاء مع نظيره النيجري بكاري سنغاري. وجرى الاجتماع اثناء اعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاميركية. وناقشا الاوضاع في السودان والنيجر.
وخلال اكثر من خمسة اشهر تسببت المواجهة بين الجيش والدعم السريع في كارثة انسانية حقيقية لان المستشفيات الكثيرة خرجت من الخدمة جراء نقص الكهرباء والادوية او ضربها بالصواريخ وتدميرها بشكل كامل او جزئي او حضور قوات الدعم السريع داخلها. وجراء موسم الأمطار انتشرت في البلد الكوليرا. وتوكد منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة انها سجلت 162 حالة اصابة بالكوليرا.
