ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجري خلال ثمانية اشهر. ولا يظهر توتر المعارك بوادر الانخفاض. وفي الخامس عشر من ديسمبر الجاري اعلن شهود عيان أن الجيش يواجه الدعم السريع في ولاية الجزيرة. وتم اغلاق بعض الطرق. كما يضيف المواطنون أن الطيران الحربي يلحق فوق مناطق المواجهة. ومن المعروف ان قوات المليشيات المتمردة حاولت تنفيذ الهجوم على مدينة مدني من الشرق لكن الجيش تصداه باستخدام القوات البرية والجوية.
في نفس الوقت تواصل المعارك بين الجيش والمتمردين في المدن الثلاث للعاصمة السودانية. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الطرفين يتبادلان الضربات الجوية في الأحياء السكنية من المدينة. وأشار شهود عيان لوسائل الإعلام إلى أنه من الممكن سماع دوي الانفجارات والقصف الجوي في المناطق الجنوبية من الخرطوم قرب معسكرات قوات الدعم السريع. واضافوا انه يتم القصف المدفعي لشرق المدينة ويمكن ملاحظة أعمدة الدخان المتصاعدة إلى السماء. من جهتها تنفذ قوات الدعم السريع الضربات الجوية على مواقع الجيش شمال مدينة ام درمان. وتكثف الدعم السريع هجماتها على الجيش.
وتبقى البلاد منقسمة بين الطرفين خلال جميع هذه الأشهر. ومن الممكن القول إن الجيش والدعم السريع يعملان باستمرار على تجذيب العسكريين الجدد إلى قواتهما. وفي الخامس عشر من الشهر الجاري اعلنت الدعم السريع انضمام الفرقة السادسة مشاة الفاشر من القوات السودانية المسلحة إلى مليشيات التمرد. واضافت ان هؤلاء العسكريين اختاروا مسار الشعب السوداني. من جهته اعلن والي الجزيرة المكلف الطاهر ابراهيم ان المنطقة ترحب بوصول التعزيزات العسكرية من الجيش لانها تعرضت في الوقت الاخير لاعتداءات الدعم السريع المكثفة. ويتهم الجيش المتمردين بالتحول إلى اللصوص بسبب ارتفاع عدد أعمال النهب في جميع أنحاء البلاد.
ان النزاع بين الطرفين اندلع في الخامس عشر من ابريل الماضي. وحتى الان تسبب في مقتل عدة الاف شخص وإصابة عشرات الف آخرين. لكنه من المستحيل تحديد هذه الارقام لان خلال المواجهة تم تسجيل حالات ارتكاب جرائم الحرب وبينها استخدام المقابر الجماعية لدفن الجثث. كما يبقى عدد المفقودين غير محدد منذ بداية الصراع.
