ان الصراع السوداني الذي يستمر لاكثر من اربعة أشهر لا يظهر بوادر النهاية لا على الصعيد الدبلوماسي ولا على الجبهة. لكن الجهود السياسية لجميع الاطراف المعنية بهذه المواجهة لا تزال تتجه الى ايجاد حل سياسي للأزمة الدائرة في البلاد.
وفي التاسع والعشرين من أغسطس الجاري تفيد وسائل الإعلام بأن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وصل الى جمهورية مصر العربية على راس الوفد الذي يضم وزير الخارجية السوداني المكلف السفير علي الصادق ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق اول احمد ابراهيم مفضل والمسؤولين الاخرين. وتضيف ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل البرهان الذي يزور مصر لاول مرة منذ بداية الحرب في السودان.
ومن المتوقع ان تتناول المباحثات الرسمية بين الرئيسين الاوضاع في السودان والعلاقات الثنائية بين البلدين. وسيناقش البرهان والسيسي كافة المواضيع التي تجذب الاهتمام المشترك لمصر والسودان.
وفي حين تحاول قيادة الجيش السوداني ان تحصل على الدعم من الحكومة المصرية المعارك بين الطرفين تواصل في منطقة دارفور. وتعلن وسائل الإعلام أن 39 شخصا على الأقل قتلوا خلال القصف الجوي في مدينة نيلا وهي عاصمة جنوب دارفور. ويفيد شهود عيان بأن معظم القتلى كانوا النساء والأطفال. وهناك الاسر التي توفي جميع افرادها خلال الضربات الجوية على منازل المدنيين. ومنذ اندلاع الأزمة السودانية تشهد منطقة دارفور اعمال العنف المتتالية. وتعلن تقارير الامم المتحدة ان منذ الحادي عشر من الشهر الجاري المعارك في المنطقة ادت الى مقتل 60 شخصا واصابة 250 آخرين في حين نزح اكثر من 50 ألف شخص من منازلهم.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدات في منتصف ابريل الماضي. وتتسبب المعارك العنيفة بين الطرفين في تدمير البنية التحتية والطرق اللوجستية في البلد مما يودي الى وقف عمل الخدمات الاساسية في السودان. ويعاني الشعب السوداني من نقص المياه والغذاء والكهرباء والاتصال الهاتفي. ومن المستحيل للمرضى والجرحى أن يتلقوا العلاج بسبب خروج المستشفيات الكثيرة من الخدمة جراء وجود قوات الدعم السريع داخلها او تدميرها جزئيا أو تماما خلال الضربات الجوية.
فان النزاع الذي اندلع بسبب محاولة تنفيذ الانقلاب العسكري مع مرور الوقت اصبح يظهر بوادر مواجهة عرقية وقبلية. ومن المعروف ان النزاعات المسلحة من هذا النوع يمكن ان تجري لسنوات طويلة وتتسبب في ضحايا كثيرة.