في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري انتشر في الإنترنت مقطع الفيديو الذي يعرض قائد الجيش السوداني الفريق الأول عبد الفتاح البرهان وسط جنوده في مدينة ام درمان التي تجري فيها المعارك بين القوات المسلحة ومليشيات الدعم السريع. وخلال هذه الزيارة اعلن البرهان ان قواته تقاتل من اجل السودان ولا من اجل جهة او اشخاص.
وخلال هذه الزيارة التقى البرهان مع المواطنين. وان هذه الرحلة الاولى منذ اندلاع المواجهة في السودان التي قام بها الفريق الاول. ان الفيديوهات السابقة اظهرته في مقر الجيش السوداني. ومن المعروف انه تمت عدة محاولات اغتياله خلال هذه الاشهر.
وتجري المعارك العنيفة بين الطرفين في العاصمة السودانية منذ ايام. ويفيد شهود عيان بأنه يمكن سماع دوي الانفجارات في جميع أنحاء المدينة لانه يستخدم الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاسلحة الثقيلة والخفيفة حتى الاحياء السكينة. وتصعد ألسنة الدخان الى سماء الخرطوم. ويواصل الجيش ان يقصف مواقع الدعم السريع في المدينة من الجهات العديدة.
ان ظروف الحياة في السودان فضلا عن استمرار المواجهة المسلحة اصبحت غير انسانية. وتجاوز عدد النازحين اربعة ملايين شخص. وتعرض تقارير الامم المتحدة ان اكثر من مئتي الف سوداني انتقلوا الى جنوب البلد. وتضيف التقارير ان هذه المنطقة تشهد ارتفاعا من اعمال العنف على اساس الطائفة كما انتشرت فيها اعمال النهب والسلب واعمال العنف الجنسي. ويصبح عدد اللاجئين السودانيين اكثر هائلا كل يوم. ويشكل هذا الوضع ازمة اقتصادية واجتماعية في الدول المجاورة التي عبر حدودها عدة مئة ألف شخص.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدات في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان تسببت في مقتل اكثر من اربعة الاف شخص واصابة عشرات الف شخص. ومن المستحيل تقريبا الوصول الى العلاج والمساعدة الطبية في البلد جراء مواصلة المعارك قرب المستشفيات وداخلها الى جانب عدم العمل المستدام للكهرباء في جميع مناطق السودان. ويجب الاطباء السودانيون ان يعملوا وسط نقص الاودية التي تحاول تقديمها المنظمات الدولية لكن الشبكة اللوجستية مدمرة جزئيا. ويحاول البلد ان يعيش في ظروف النزاع المسلح لكن هذه الحياة تشبه الجهنم كثيرا.