ان اهتمام العالم كله بقضية الفلسطينيين الذين يتعرضون للهجمات من قبل الاسرائيليين لا يمنعهم من مواصلة الاعتداءات على الشعب الفلسطيني. وتفيد وسائل الإعلام بأن مجموعة من المستوطنين اعتدت على الفلسطينيين في قرية سويسا جنوب الضفة الغربية وبينهم مخرج فيلم وثائقي “لا أرض أخرى” حمدان بلال الذي حصل على جائزة أوسكار. ويقول شهود عيان إن الفلسطينيين حاولوا نقله إلى المستشفى بسبب الجروح في رأسه.
وتشير المصادر المحلية إلى أن المستوطنين اقتحموا المنطقة التي تتعرض باستمرار لخطر التهجير وقاموا بتحطيم ممتلكات سكانها. وتسببت تلك الأحداث في إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة بما في ذلك بلال. ومنعت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف من نقله إلى المستشفى. وتم الاقتحام عليها واعتقال المخرج فضلا عن مواطن آخر. ولم ينشر الطرف الاسرائيلي اي معلومات عن مكان احتجازهما او حالتهما الصحية حتى الآن. وكتب المخرج الاسرائيلي يوفال أبراهام الذي عمل على الفيلم بجانب بلال على منصة اكس أن هذه العملية الاسرائيلية تتمثل “محاولة إعدام ميدانية” وادانها بشدة.
يدعو الفيلم إلى وقف التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ويعرض قصة النشطاء الذين يعملون على حماية شعبهم من عدوان القوات الاسرائيلية. ويظهر الفيلم قصة الناشط الفلسطيني باسل عدرا الذي واجه خطر الاعتقال بسبب محاولته لعرض تدمير مسقط رأسه وتحويله إلى مكان تدريب الجنود الاسرائيليين. ومن المعروف أن المتخصصين من فلسطين واسرائيل والنرويج عملوا على الفيلم الذي يشدد على ضرورة إيقاف الانتهاكات التي تقوم بها القوات الاسرائيلية باستمرار. وتسبب فوز الفيلم في موجة تبادل الاتهامات بين داعمي فلسطين واسرائيل على الإنترنت.
كما تشير المصادر الفلسطينية إلى أن جيش الاحتلال يواصل الهجمات على المواطنين في جميع أنحاء الضفة الغربية. ومن المعروف أن القوات الاسرائيلية تجري عمليات التجريف لليوم ال64 على التوالي في مدينة جنين. إضافة إلى ذلك يقوم جنود الاحتلال بهدم محلات تجارية في المدينة مما يعني حرمان العائلات الفلسطينية من مصدر دخلها. كما يقول شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الرصاص الحي ضد المواطنين وسط دفع تعزيزات كبيرة إلى جنين. وتجري قوات الاحتلال اعتقالات المواطنين باستمرار.
اسرائيل كثفت هجماتها على المواطنين منذ عقد اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في التاسع عشر من يناير الماضي. لكن استئناف القتال في قطاع غزة لم يمنع الجيش الإسرائيلي من توسيع حملة الاقتحامات والاعتقالات في الضفة. وتقوم القوات الإسرائيلية بتدمير منازل المواطنين ومنشآت البنية التحتية. كما يصر بعض الساسة الاسرائيليين على مواصلة عملية الاستيطان في المنطقة رغم الإدانة الشديدة من الدول المختلفة وخاصة العربية والإسلامية. وتواصل المقاومة الفلسطينية إجراء الاشتباكات ضد قوات الاحتلال في المناطق المتفرقة من الضفة.
