ان المجتمع الاسرائيلي يهز بسبب عدم موافقته مع الموقف الذي اتخذه الحكومة تجاه قطاع غزة. وتفيد وسائل الإعلام بأن مئات الاسرائيليين يتظاهرون قرب مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس مطالبين بتحقيق الصفقة مع حركة المقاومة الإسلامية التي تضمن الإفراج عن المحتجزين من قطاع غزة. واتهموا المحتجون نتنياهو بعرقلة الاتفاق جراء المصالح الشخصية والاعتبارات السياسية. وعبر المتظاهرون وعلى رأسهم اسر الأسرى عن قلقهم بسبب إمكانية العودة إلى القتال. ومن المعروف أن الاحتجاجات جرت في المدن المختلفة من اسرائيل.
ويشير الاستطلاع إلى أن 68 بالمئة من سكان اسرائيل يدعمون تنفيذ الصفقة بدلا من العودة إلى الحرب حتى إذا بقيت حركة حماس قوة بارزة في غزة. كما تشير المصادر إلى أن نفس الأشخاص يدعمون تحقيق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
لكن الساسة الاسرائيليين لا يمكن أن يصلوا إلى وجهة النظر الموحدة حول الوضع في غزة. ورغم موقف المجتمع الاسرائيلي يدعو وزير المالية بتسائيل سموتريتش ووزير الأمن القومي المستقيل ايتمار بن غفير إلى استئناف القتال في القطاع الفلسطيني. واعلن سموتريتش أنه يعمل على إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بإصدار قرار لعودة الجيش إلى المواجهة وبسط سيطرة اسرائيل على 10 بالمئة من أراضي غزة. وأضاف أنه يجب عدم تقديم فرصة لسكان المنطقة للعودة إليها بعد تهجيرهم. والجدير بالذكر أن هذه التصريحات تجيء على خلفية الأخبار عن إطلاق المفاوضات حول المرحلة الثانية من الهدنة بين اسرائيل وحماس.
من جانبه اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الدولة اليهودية ستنشئ وكالة خاصة معنية ب”المغادرة الطوعية” لسكان غزة. ومن المعروف أن وزير الدفاع الإسرائيلي كلف وزارته في وقت سابق بإعداد خطة مساعدة الفلسطينيين الذين يرغبون في مغادرة غزة في الانتقال إلى دول الاستضافة بشكل مثالي. وأشار كاتس إلى أن تحقيق تلك الخطة يجب أن تطلق عملية إعادة إعمار غزة.

يصر الرئيس الأمريكي على ضرورة تهجير سكان غزة منها خلال عملية إعمارها التي قد تستغرق وفقا للمعلومات الاميركية من 10 أعوام إلى 15 عاما. ويقترح دونالد ترامب نقل سكان القطاع إلى مصر والأردن او دول أخرى من المنطقة مضيفا أن الولايات المتحدة ستبسط سيطرتها على غزة حتى دون شرائها. ويعبر الرئيس الأمريكي عن خططه لتحويلها إلى ريفييرا الجديدة ليعيش فيها شعوب العالم بما في ذلك الفلسطينيين. ويتسبب هذا الموقف في الإدانة الشديدة من قبل الدول والمنظمات الكثيرة خاصة مصر والأردن. كما تدعو حركة حماس مواطني الدول المختلفة إلى الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني والتظاهر ضد الخطة الأميركية.