ان الأوضاع الإنسانية في السودان أصبحت كارثية بسبب المواجهة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي اندلعت في الخامس عشر من ابريل الماضي. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن هذا البلد يواجه واحدة من أسوأ كوارث إنسانية في الذاكرة الحديثة وادانت تقاعس المجتمع الدولي.
وفي مطلع الشهر الجاري دعا مجلس الأمن الدولي الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي إلى وقف المواجهة التي تسببت حتى الآن في مقتل الاف من السودانيين ونزوح حوالي 8 مليون شخص من منازلهم خلال شهر رمضان المبارك. لكن التقارير تؤكد أن هذه الدعوة لم يتم تحقيقها على الأرض. ويعاني نحو 18 مليون سوداني من المجاعة الشديدة وقد يزداد هذا العدد في شهر مايو بحلول موسم العجاف خاصة في ولاية دارفور وتضيف الوثائق ان 222 الف طفل قد يموت في هذا البلد جراء سوء التغذية في أقرب وقت. وعبرت المنظمة الدولية عن قلقها بسبب اتساع الهجمات العرقية والعنف الجنسي إضافة إلى الهجمات العشوائية والاغتصاب الجماعي.
وفي وقت سابق الأسبوع الجاري أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن السودان يقف على المرتبة الثانية في قائمة الدول التي يحتاج سكانها إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لان نحو 80 بالمائة من السودانيين يعانون من نقص الغذاء. ويقف قطاع غزة على المرتبة الأولى لان كافة المدنيين فيه يحتاجون إلى تقديم الغذاء بشكل فوري.
وتقوم الدول المختلفة بتقديم المساعدة الغذائية لسكان السودان. وتفيد وسائل الإعلام بأن السفير القطري لدى البلاد سعادة السيد محمد إبراهيم السادة شارك في توزيع الطرود الغذائية في مدينة بورتسودان. ومن المعروف أن الهلال الأحمر القطري قدم هذه الدفعة من المساعدات إلى السلطات السودانية.
ورغم الجهود المبذولة بجميع الأطراف المعارك لا تزال جارية في كل أنحاء البلاد إلى جانب جميع أنواع أعمال العنف التي يرتكبها المقاتلين. واتهمت مقاومة مدني قوات الدعم السريع بتنفيذ اختراق حقوق الإنسان باستمرار. ومن الممكن القول إن هذه الحرب الأهلية ستترك آثارها السلبية على وجه البلد للعقود الطويلة بغض النظر عمن ينتصر في هذه المواجهة.
