ان النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتسبب كل يوم تقريبا في جرائم هائلة ومعاناة الشعب السوداني. وفي الثامن عشر من أغسطس الجاري دعت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي إلى ادانة اجراءات قوات الدعم السريع واعلانها مجموعة إرهابية.
والجدير بالذكر أن الوزارة السودانية اعتمدت في دعواتها على تقارير قدمتها الامم المتحدة عن جرائم الحرب واعمال العنف التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد النساء والأطفال منذ بداية المواجهة في البلد. ودعت الوزارة المجتمع الدولي الى تحميل ميلشيات الدعم السريع المسؤولية عن كافة جرائم الحرب التي شهدها السودان. في وقت سابق اعلن خبراء الامم المتحدة عدة مرات عن قلقهم بسبب الوضع الانساني الكارثي في جميع المناطق السودانية.
في نفس الوقت تفيد وسائل الإعلام المحلية بأن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تواصل في العاصمة السودانية خلال عدة ساعات. ويستخدم الطرفان الاسلحة الثقيلة والخفيفة. ويقول شهود عيان إن القصف الجوي يجري من جميع الاطراف في الخرطوم وام درمان وبحري. وتصعد اعمدة الدخان الى سماء المدينة حيث تلحق الطائرات الحربية.
ويشكو سكان العاصمة وخاصة مدينة ام درمان من ظروف الحياة غير الانسانية بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على بعض احياء المدينة واغلاقها للطرق مما ادى الى صعوبة وصولهم الى الضروريات. وتضيف وسائل الإعلام المحلية ان المعارك تهدد عمل المستشفيات في المدينة. والى جانب ذلك تمنع قوات الدعم السريع دفن الجثث في بعض احياء المدينة.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وادت المعارك العنيفة بين الطرفين إلى نزح اكثر من اربعة ملايين شخص من منازلهم. وتجاوز عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية. وتسببت الاوضاع في السودان في ازمة النازحين في الدول المجاورة. وتبذل هذه الدول كل ما في وسعها لدفع الطرفين إلى وقف إطلاق النار وبداية المباحثات الفعالة.
لكن الجيش والدعم السريع رغم اعلاناتهما الكثيرة لا يسعيان الى تسهيل حياة السودانيين الذين يعانون من نقص الغذاء والمياه. ويتقطع الكهرباء جراء المعارك في العاصمة السودانية باستمرار. والوصول الى الاتصال الهاتفي والإنترنت ليس مستقرا ايضا. فان الخدمات الطبية تعمل على تقديم المساعدة للمرضى والجرحى لكن نقص الادوية والكهرباء والمياه يعقد الاوضاع. ومع مرور الوقت تصبح الاوضاع في السودان مبرحة للاحياء وحتى للموتى.