ان العدوان الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين يتسع إلى المناطق الجنوبية من قطاع غزة بسرعة كبيرة. واعلن الجيش الإسرائيلي أن كافة المدنيين وبينهم النازحين والمرضى والأطباء يجب أن يتركوا مبنى مجمع ناصر في مدينة خان يونس. وأفرجت قوات الاحتلال عن أسير فلسطيني جاء إلى المستشفى واعلن أن الجيش الإسرائيلي سيدمر المبنى والمنطقة حوله بشكل كامل.
لكن “رعاية” العسكريين الاسرائيليين للمدنيين في المجمع لم تمنعهم عن تنفيذ الضربات عليه خلال الأيام الماضية وحصاره وعدم تقديم الأدوية للفلسطينيين مما أدى إلى وقف عمله التام تقريبا.
في نفس الوقت تفيد بعض وسائل الإعلام بأن السلطات الإسرائيلية اقترحت إقامة مخيمات للنازحين الفلسطينيين خلال اجراء العملية في رفح. ومن المتوقع أن تمول الولايات المتحدة ودول الخليج هذا المشروع. كما اعلن الطرف المصري أن تل أبيب تخطط اقامة 15 مخيما ب25 الف أسرة. وتقترح اسرائيل أن تشرف مصر على هذه العملية.
واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال كلمته أثناء أعمال القمة العامة للحكومات التي تجري في الإمارات ان اسرائيل يجب أن تعترف بدولة فلسطينية مستقلة في الشرق الأوسط للحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأشار إلى أن السياسات العدوانية الاسرائيلية تساهم في تدهور الأوضاع في الإقليم. كما عبر عن سعي بلاده لمواصلة التعاون مع الأطراف الدولية التي تقوم بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة ودعم الشعب الفلسطيني بجميع وسائل ممكنة.
في نفس الوقت اصدر مركز مكافحة التضليل التركي بيانا ينص على أن اعلانات تل أبيب عن مشاركتها في تقديم المساعدات للفلسطينيين كاذبة. وأضاف أن اسرائيل تعرض الصور التي تم أخذها في مخيم النازحين الاوكرانيين في مولدوفا. ويشدد البيان على أن الاجراءات الاسرائيلية في غزة أدت إلى خفض حجم المساعدات المقدمة للقطاع لعدة مرات.
وعبرت المحكمة الجنائية الدولية عن قلقها بشأن وضع المدنيين في رفح التي تقصفها قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة. واعلنت انها تقوم بالتحقيق لجميع الحوادث في المنطقة. وأضافت أنها دعت عدة مرات إلى احترام القوانين الدولية أثناء النزاع لكن الطرف الإسرائيلي لم يغير موقفه بعد.
ولا يزال الوسطاء يبذلون جهودهم من أجل عقد الصفقة بين طرفي النزاع وإفراج المحتجزين. وتفيد وسائل الإعلام بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيلتقي نظيره الاسرائيلي دافيد برنياع لمناقشة الاتفاق مع ممثلي قطر ومصر في القاهرة. ويفترض محللون أن بيرنز اتجه إلى مصر لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي رفض في وقت سابق عقد الصفقة بعد تقديم حماس لشروطها ووصفها بغير المعقولة في قبول الاتفاق وعدم إطلاق العملية العسكرية في مدينة رفح.
وتصر السلطات الاسرائيلية على ضرورة اجراء العملية العسكرية في مدينة رفح للقضاء الكامل على حركة حماس في قطاع غزة. وتدعو الأطراف المختلفة تل أبيب إلى الامتناع عن هذه الخطوة التي ستؤدي إلى تحويل هذه المدينة المتكظة بالنازحين ويبلغ عددهم نحو مليون ونصف شخص إلى مجزرة.