ان التصعيد بين اسرائيل وإيران يصبح أكثر ملموسا كل يوم. وتفيد وسائل الإعلام الغربية نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية وإسرائيلية بأن الهجوم الصاروخي الواسع النطاق على اسرائيل قد يتم تنفيذه بإيران او حلفائها في أقرب وقت. ومن الممكن أن يحدث ذلك باستخدام الصواريخ العالية الدقة خلال أيام مقبلة.
وتضيف المصادر أن الهجوم يمكن أن يستهدف المنشآت العسكرية والإدارية الاسرائيلية. وتؤكد أن المنشآت المدنية لن تصبح هدفا للضربة التي لا تشك وسائل الإعلام في تنفيذها. من جانبها أبلغت تل أبيب حلفائها بأنها تنتظر هذا الهجوم قبل إطلاق العملية العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
في الوقت نفسه تشير وسائل الإعلام إلى أن مسؤولا أميركيا معنيا بشؤون الشرق الأوسط قد يصل إلى اسرائيل يوم الخميس لمناقشة تنسيق الجهود الاسرائيلية الاميركية المشتركة إذا شنت إيران ضربة على الدولة اليهودية. ومن المتوقع أن يلتقي المسؤول الرفيع المستوى اريك كوريلا مسؤولين اسرائيليين أمنيين ووزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت. كما تضيف المصادر أن الطرفين أجريا بعض التشاورات خلال الأيام الأخيرة وتؤكد أن تل أبيب طلبت من واشنطن بالمساعدة في تقليص ضرر الضربة المحتملة. ومن المعروف أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اعلن خلال اتصاله الهاتفي مع غالانت أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم اي نوع من المساعدة لإسرائيل.
وتشهد العلاقات بين تل أبيب وطهران تصعيدا حادا منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي. وتدعم القوى الكثيرة التابعة لإيران المقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي.
وتسببت الضربة الصاروخية التي نفذتها القوات الاسرائيلية في الأول من أبريل الجاري على القنصلية الإيرانية في دمشق في الغضب الإيراني الشديد لانها أدت إلى مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني. واعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن طهران لن تقبل هذه السياسة الاسرائيلية وتوعد بتنفيذ رد فعل ثابت. من جانبه أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بيانا بالعبرية حيث شدد على أن تل أبيب ستدفع ثمنا على جريمتها. كما عبرت الدول الكثيرة عن إدانتها لهذه الضربة التي تسببت أيضا في مقتل المدنيين السوريين ودمار كبير للمباني المجاورة وهي السفارة الإيرانية ومنزل السفير وشددت على أن الهجمات على الخدمات الدبلوماسية غير مقبولة. لكن بعض الأطراف وبينها فرنسا أكدت أنه لدى اسرائيل حق للدفاع عن نفسها في ظل مشاركة إيران في عمل حماس والمجموعات المسلحة الأخرى في المنطقة في تنظيم هجوم الحركة الفلسطينية على اسرائيل.