ان الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يزال يجري وياتي بقتلى وجرحى. وفي الثامن من نوفمبر الجاري تفيد وسائل الإعلام بأن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تجري في ولاية دارفور. واكدت قيادة قوات الدعم السريع ان مقاتليها بسطوا سيطرتها على مدينة الفاشر وهي عاصمة الولاية الى جانب مدينة الضعين في شرقها. كما تجري المعارك في ولاية كردفان خاصة حول مدينة بابنوسة. ومن المعروف ان في هذا الجزء من البلد المواجهة اصبحت عنيفة للغاية لان النزاع بين الجيش بقيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي تسبب في تجدد الصراعات القديمة القبلية والعرقية.
وتفيد وسائل الإعلام بان سكان المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع يعيشون في خوف دائم لان هناك اتهامات يتجهها الجيش السوداني بارتكاب الدعم السريع لجرائم الحرب. اضافة الى ذلك اتهمت مؤسسة الدفاع عن الحقوق والحريات السودانية قوات الدعم السريع باستخدام القنابل المزودة بالفوسفور الأبيض. وادى استخدام هذا النوع من الاسلحة الى تشكيل سحب دخانية كثيفة فوق منطقة جبل اولياء. واشارت المنظمة الى أن هذه الخطوة انتهاك للقانون الدولي.
في نفس الوقت تستمر عملية المباحثات بين وفدي الطرفين في مدينة جدة السعودية تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية. وفي الثامن من الشهر الجاري اصدرت المملكة العربية السعودية بيانا مشتركا مع الولايات المتحدة ومنظمة الايجاد ينص على ان طرفي النزاع السوداني يلتزمان باتخاذ الخطوات لتسهيل بناء الثقة وتقديم المساعدات الإنسانية الى المدنيين. ويعبر البيان عن تقييم الاطراف الوسيطة لجهود الجيش والدعم السريع المتجهة الى وقف إطلاق النار بشكل مستمر وحماية المدنيين في مناطق المواجهة.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بدات في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل الاف واصابة عشرات الاف سوداني. ويبقى المرضى والجرحى كثيرا دون العلاج المناسب بسبب خروج كافة المستشفيات تقريبا من الخدمة جراء مواصلة المعارك او نقص الكهرباء والادوية في البلد.
الى جانب ذلك اعلنت اليونيسيف أن المجتمع الدولي يجب ان يهتم بالنزاع السوداني اكثر لانه يودي الى ازمة النازحين الواسعة النطاق. وتتناول هذه الكارثة اولا وقبل كل شيء الاطفال. واضافت المنظمة ان عدد الاطفال النازحين في السودان يبلغ ثلاثة ملايين شخص.