ان النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يشهد خفض التوتر خلال الأسابيع الماضية. وفي الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري أعلن الجيش انه يقبل الدعوة لمواصلة عملية التفاوض مع قوات الدعم السريع في جدة. واضاف انه يسعى الى انتهاء الحرب في السودان.
في نفس الوقت شدد الجيش في بيانه على أن استئناف المفاوضات لا يعني وقف “معركة الكرامة الوطنية”. واعلن انه لا يزال يسعى إلى القضاء على مليشيات الدعم السريع بشكل تام. كما اشار إلى أنه وافق على هذه الخطوة من أجل تسهيل العمليات الانسانية وعودة المواطنين الى حياتهم اليومية فقط.
وبدات المفاوضات في جدة السعودية سرعان ما بعد بداية الازمة السودانية تحت رعاية الولايات المتحدة والسعودية. لكن منذ اشهر اعلن الجيش انه يقف مشاركته في العملية بسبب عدم التزام الدعم السريع بمبادئ وقف إطلاق النار وعدم استخدام البنايات المدنية لتحقيق الأهداف العسكرية.
ورغم ان طرفي النزاع لم يعلنا وقف إطلاق النار البلد يحاول ان يعود الى الحياة الطبيعية. وفي الخامس والعشرين من الشهر الجاري اعلن مجلس عمداء جامعة الخرطوم انه تم اتخاذ القرار عن استئناف الدراسة في جميع كليات الجامعة. واشار الى انه من المهم استئناف عمل كافة الجامعات في البلد.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي. وحتى الان ادت الى مقتل الاف واصابة عشرات آلاف سوداني. الى جانب تسبب الصراع في ازمة النازحين لان اكثر من خمسة ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف المنتشرة في البلاد. وتجاوزوا عدة مئة ألف منهم الحدود السودانية الى الدول المجاورة. اما الوضع الانساني الداخلي فيعاني البلد من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء والاتصال الهاتفي. ويودي ذلك فضلا عن إساءة وضع المدنيين إلى تعطل عمل الخدمات الطبية التي تعاني ايضا من نقص الادوية. ويشكل ذلك قضية هامة لان بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة والظروف الانسانية غير المقبولة انتشرت الامراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا في السودان.
فان على خلفية الحرب بين اسرائيل وفلسطين السلطات السودانية تفهم ان المساعدات الإنسانية المقدمة بالمنظمات الدولية ترسل الى غزة بحجم كبير. ويمكن ان يتسبب ذلك في إساءة الاوضاع الانسانية في السودان. لذا تدفع الاطراف المختلفة الجيش والدعم السريع إلى وقف القتال واستئناف الحوار السياسي.