ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا تزال تجري في جميع أنحاء البلاد. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن المعارك بين الطرفين تتسع إلى المناطق الغربية من السودان. ويشن الجيش غارات جوية على مواقع الدعم السريع في ولاية غرب دارفور. إضافة إلى ذلك تفيد وسائل الإعلام بالاشتباكات العنيفة بين الطرفين التي دارت يوم الخميس في منطقة الفاو بولاية القضارف. ومن المعروف أن المعارك في العاصمة السودانية تسببت في انقطاع الكهرباء في بعض مناطق المدينة.
اما العواقب الاقتصادية للمواجهة بين الجيش والدعم السريع فتشهد السوق الداخلية تغيرات أسعار صرف العملات الأجنبية كل يوم تقريبا. وفي الحادي عشر من يناير الجاري أعلن بنك الخرطوم أن سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 910 جنيها سودانيا. من جانبه أكد بنك ام درمان أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 1050 جنيها محليا. وتضيف وسائل الإعلام أن السوق السوداء تشهد ارتفاع سعر صرف الدولار إلى 1095 جنيها. وعلى خلفية انتشار أعمال النهب في كافة أنحاء السودان من الممكن الافتراض أن البلد سيواجه الأزمة الاقتصادية الطويلة الأمد بعد نهاية الصراع بغض النظر عن الناصر فيه.
وتحاول الأطراف الدولية ان تدفع طرفي النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار. وأفادت وسائل الإعلام بأن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ودول أفريقيا وهو نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال اللقاء مع سفير السودان لدى روسيا محمد سراج اعلن أنه من الضروري وقف القتال في البلد في اقرب وقت ممكن. وتشير وزارة الخارجية الروسية في بيانها إلى أن جميع الأطراف يجب ان تعمل على وقف إطلاق النار وإقامة حوار وطني مستمر يتجه إلى نهاية الأزمة العسكرية والسياسية في السودان الصديق وضمان وحدته وسلامته الإقليمية وسيادته الوطنية.
في نفس الوقت تواصل بعض الخدمات الدولية عملها في السودان. وفي الثاني عشر من الشهر الجاري أعلنت البعثة الاممية التي تقوم ب”تقصي الحقائق” عن جرائم الحرب التي يرتكبها أعضاء المجموعات المسلحة الكثيرة في البلد انها تحتاج إلى المزيد من المعلومات لمواصلة تحقيقها. واتهمت الأطراف الدولية طرفي النزاع في السودان بارتكاب الجرائم التي تخترق القوانين الدولية وحقوق الإنسان مثل استخدام المقابر الجماعية لدفن الجثث.
