ان العلاقات بين سوريا وإيران تشهد تدهورا بعد سقوط نظام بشار الأسد وبداية المرحلة الانتقالية في البلد العربي. وتناقش وسائل الإعلام تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني ويقول الجمهور إنها متبادلة.
ومن المعروف أن الوزير الإيراني قال يوم الثلاثاء إن “من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا، عليهم التمهل في الحكم، فالتطورات المستقبلية كثيرة”. وبعد ساعات من ذلك كتب أسعد الشيباني على صفحته على منصة اكس أن طهران يجب أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة هذه الدولة وسلامتها مضيفا أن دمشق تحذر السلطات الإيرانية من “بث الفوضى” في البلاد وتحملها المسؤولية عن التصريحات الأخيرة التي يمكن أن تكون لها تداعيات.
وتسببت جميع هذه التصريحات في جدل واسع النطاق بين مستخدمي الإنترنت. واعتبرها البعض تهديدا صريحا لسوريا في حين يعلن آخرون أنه يجب اعتبارها نصيحة خاصة على خلفية الوضع غير المستقر في دمشق.
في نفس الوقت تحاول الحكومة السورية الجديدة أن تبني علاقة ثابتة مع أنقرة التي مستعدة دائما لمواجهة الأكراد شمال سوريا. وتفيد وسائل الإعلام بأن وزارة الدفاع التركية اعلنت اليوم الأربعاء مقتل 20 مسلحا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأضاف بيان الوزارة التركية أن المقاتلين كانوا مستعدين لشن الهجوم. والجدير بالذكر أن العملية العسكرية التي تجريها الفصائل السورية المدعومة بتركيا والقوات الكردية شمال شرق سوريا تستمر. ومن المعروف أن الطرف التركي يشن بين حين وآخر غارات جوية على المنطقة.
وفي الثامن من الشهر الجاري سيطرت المعارضة السورية على دمشق مما تسبب في سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد الذي استقال وغادر البلاد. ومنذ ذلك الوقت تمكنت السلطات الجديدة من تشكيل الحكومة برئاسة أحمد الشرع لكن المواجهة بين المجموعات المسلحة في سوريا تستمر وتعمل دمشق على إقناع القوى الدولية بضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال رئاسة الأسد. وعلى خلفية استمرار التوغل الاسرائيلي في المناطق الحدودية مع سوريا يتوقع البعض إطلاق عملية عسكرية تركية شمال البلاد لان أنقرة تسعى إلى القضاء على الفصائل المسلحة الكردية.