ان السلطات السورية الجديدة تعمل على إثبات موقفها على الصعيد العالمي. وتفيد وسائل الإعلام بأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زار العاصمة السورية حيث التقى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع. ومن المعروف أن بنتائج المحادثات اعلن الوزير التركي أن المجتمع الدولي يجب أن يرفع العقوبات عن دمشق لتطبيع العلاقات معها إلى جانب ضرورة الاعتراف بالسلطات الجديدة في البلاد.
وشدد فيدان على أن “الشعب التركي والدولة التركية والرئيس” مستعدون للوقوف بجانب سوريا. كما عبر عن إدانة أنقرة لإسرائيل التي تجري التوغل في الأراضي السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد.
في نفس الوقت أكدت الولايات المتحدة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لانها قد تحمي البلاد من تنظيم الدولة. واعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان أن واشنطن تقلق بسبب إمكانية استخدام الارهابيين لعدم وجود السلطة في بعض مناطق البلاد. كما عبر سوليفان عن مخاوف الولايات المتحدة بشأن وقف الأكراد الذين وصفهم بأفضل شركاء أميركا للقيام بحماية سوريا إذا حاربتهم تركيا مضيفا أن رفض الأكراد الذين يحرسون سجونا وفيها الاف من المقاتلين قد يشكل تهديدا خطيرا للغاية.
ومن جانبه اعلن هاكان فيدان أن بلاده لن تقبل وجود أي “تنظيمات إرهابية” في سوريا بما في ذلك حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب. وأضاف أن السلطات السورية الجديدة مستعدة لتقوم بمكافحة جميع التنظيمات الإرهابية والإشراف على السجون التي تحتجز المقاتلين. وعبر فيدان عن أمله بأن يغير الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نهج الولايات المتحدة تجاه وجود قواتها في سوريا. وعلى خلفية الأخبار عن خطة أنقرة لإجراء التوغل العسكري في سوريا للقضاء على القوات الكردية واستمرار العملية العسكرية الاسرائيلية التي تتجه إلى توسيع سيطرة الدولة اليهودية على المنطقة الحدودية من الممكن القول إن الوضع الأمني في البلاد غير مستقر.
وفي الثامن من الشهر الجاري سيطرت المعارضة السورية على دمشق مما تسبب في سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد الذي استقال وغادر البلاد. ومنذ ذلك الوقت تمكنت السلطات الجديدة من تشكيل الحكومة برئاسة أحمد الشرع لكن المواجهة بين المجموعات المسلحة في سوريا تستمر وتعمل دمشق على إقناع القوى الدولية بضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا خلال رئاسة الأسد.
