ان النزاع في أوكرانيا قدم للدول الأعضاء لحلف الناتو فرصة لبداية المواجهة مع روسيا. ولمناقشة الحادث مع تسجيل صوتي للعسكريين الالمانيين الذين بحثوا في الهجوم على شبه جزيرة القرم استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الألماني الكسندر غراف لامبسدورف.
في نفس الوقت نفى مجلس الوزراء الألماني استعداد برلين لإطلاق الحرب ضد روسيا رغم أن وزارة الدفاع الألمانية أكدت صحة هذا التسجيل للمحادثة السرية يوم السبت. وفي اليوم التالي اتهم وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة هز استقرار بلاده بنشر هذه المعلومات. وأضاف أن العسكريين ناقشوا السيناريوهات المحتملة فقط. واعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه سيجري تحقيقا لتفاصيل هذا الجدل في أقرب وقت. وتفيد وسائل الإعلام الألمانية بأن موقفه تجاه عدم ضرورة إرسال صواريخ تاوروس إلى أوكرانيا التي تطلب بها خلال وقت طويل لم يتغير بعد هذه الأحداث. ويبرر شولتس وجهة نظره بعدم قدرة العسكريين الاوكرانيين على استخدام هذه الأسلحة دون مساعدة المتخصصين الالمانيين الذين لا تخطط برلين إرسالهم إلى كييف.
من جانبه اعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن هذا التسجيل يدل على مشاركة الغرب في النزاع في أوكرانيا. وأشار إلى أن موسكو تنتظر نتائج التحقيق الذي يجب أن تجريه برلين. كما شدد على أنه من الضروري أن يؤكد الطرف الألماني أن المستشار يسيطر على الأوضاع بين العسكريين في بلاده.
وفي اليوم الأول من مارس الجاري نشرت وسائل الإعلام الروسية تسجيل المحادثة للضباط الالمانيين الذين ناقشوا امكانية استخدام صواريخ تاوروس لتنفيذ الضربات على جسر القرم. وتخالف هذه المعلومات إعلانات المستشار الألماني أولاف شولتس عن عدم سعي حكومته إلى إرسال هذا النواع من الصواريخ إلى كييف.
وفي وقت سابق أفادت وسائل الإعلام بأن هذه المحادثة قد تتسبب في تصعيد العلاقات بين ألمانيا والحلف لانه تدل تصريحاتهم التي جرت عبر الإنترنت على وجود العسكريين من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في اوكرانيا رغم أن سلطات هذه الدول تنفي ذلك. لكنه الجدير بالذكر أن الأحداث الأخيرة التي تؤكد مشاركة دول الناتو في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا تشير إلى عدم قدرة الجيش الاوكراني على هزيمة روسيا وتغيير الأوضاع على الصعيد العسكري.