وفي الوقت الأخير كثفت القوات الاوكرانية هجماتها على الأراضي الروسية التي تتسبب باستمرار في مقتل المدنيين وإصابتهم. وتفيد وسائل الإعلام نقلا عن المسؤولين الاوكرانيين بأن الجيش الاوكراني يخطط تنفيذ هجوم على جسر القرم في النصف الأول من عام 2024.
وأكد مصدر صحيفة الغارديان الاوكراني أن رئيس الاستخبارات الاوكرانية كيريل بودانوف قد حصل على جميع الوسائل المطلوبة لتنفيذ مثل هذا الهجوم. واعلن انه من الممكن اجراء هذه العملية باستخدام المسيرات. ومن المعروف أيضا أن هذا الهجوم سيأتي في إطار خطة “خفض الحضور الروسي” في البحر الأسود التي وقعها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي. لكن وسائل الإعلام تعبر عن شكها في قدرة العسكريين الاوكرانيين على تدمير هذا الجسر الذي تحميها القوات الروسية.
وتضيف وسائل الإعلام أن القوات الاوكرانية تقوم بتنفيذ تلك الهجمات لان هزيمة الجيش الروسي على الصعيد العسكري “مستحيلة” الان. وأضاف مصدر الصحيفة أنه ليس لكييف خيار آخر في الظروف الحالية الا نقل المعارك إلى الأراضي الروسية. وأشار المصدر إلى نقص المقاتلات والذخيرة عند العسكريين الاوكرانيين مما يمنعهم من جعل الجيش الروسي ان يتراجع. ومن الممكن القول إن كييف تستخدم استراتيجية الناتو التي تتركز على تدمير الأهداف المهمة لدى العدو.
وتتهم موسكو الطرف الاوكراني خاصة في تنفيذ العمل الارهابي في الثاني والعشرين من مارس الماضي في قاعة الموسيقى قرب العاصمة الروسية الذي تسبب في مقتل نحو 150 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخر. ورغم اعتراف الدولة الاسلامية بمشاركتها في تمهيد وتنفيذ هذه الجريمة تؤكد نتائج التحقيق الذي يجريه الطرف الروسي ان السلطات الاوكرانية ساهمت في اجراء هذا الهجوم.
والجدير بالذكر أن الدول الغربية التي تدعم كييف منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في الرابع والعشرين عام 2022 لا تؤيد بكاملها موقف فرنسا التي تقترح الحفاظ على ازدواجية معينة في العلاقات مع روسيا اي الإصرار على إمكانية إرسال قواتها المسلحة إلى كييف. وتفيد وسائل الإعلام بأن المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأمريكي جو بايدن رفضا اقتراح الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون عن اتخاذ مثل هذا الموقف. ومنذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة تعمل واشنطن على عدم دفع موسكو إلى توسيع النزاع في حين تقترح باريس استخدام تهديد اجراء عملية الناتو العسكرية لدفع روسيا إلى الخطوات المفيدة لاوكرانيا. وعبرت السلطات الاميركية والألمانية عن شكها بشأن هذه الخطة لانها قد تقسم الحلف وتجعله جزءا من الصراع.
