ان عدم دعم الولايات المتحدة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اتهم روسيا ببداية الحرب في اوكرانيا تؤثر في قلق الكثيرين. ويوم الأحد أعلن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه مستعد للتنحي إذا تم وقف إطلاق النار في بلاده بشكل فوري او ضمها إلى حلف شمال الأطلسي. وأضاف زيلينسكي أنه يعمل على ان يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حليفا لكييف بدلا من ان يقوم بدور الوسيط بينها وموسكو. كما أشار الرئيس الاوكراني إلى أنه ينتظر إرسال القوات العسكرية الاميركية إلى بلاده.
ويحدث ذلك على خلفية انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه نظيره الاوكراني في الوقت الأخير. وقال ترامب إن زيلينسكي يسعى إلى تمديد النزاع المسلح في بلاده واصفا إياه بالدكتاتور. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يدين رفض زيلينسكي الذي انتهت فترة رئاسته بشكل رسمي في مايو الماضي لإجراء الانتخابات. كما يتطرق الخلاف بين الرئيسين عقد صفقة تبادل الأسلحة الاميركية مقابل المعادن النادرة الاوكرانية التي قبلتها كييف وبعد أيام رفضتها. وتشير بعض المصادر إلى أن عقد هذا الاتفاق قريب ولذلك من الممكن انتظار تغيير السياسة الاميركية تجاه الصراع في اوكرانيا.
ومن المهم الإشارة إلى أن زيلينسكي قال خلال مقابلته مع الصحفيين إنه لا يعترف بالدين الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار وفق التقرير الاميركي وقدمت الولايات المتحدة ذلك المبلغ لكييف منذ الرابع والعشرين من فبراير عام 2022 مشددا على أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لم يحدد أن اوكرانيا يجب أن تعيد تلك الأموال.
في نفس الوقت تقلق الدول الأوروبية بسبب عدم سعي واشنطن إلى مواصلة سياسة الإدارة الأميركية السابقة. وتفيد وسائل الإعلام بأن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر شدد على أن لندن ستقف بجانب اوكرانيا في كل يوم مضيفا أنه من الضروري وقف إطلاق النار فيها بناء على ضمانات أمنية قوية. ويشار إلى أن خطاب ستارمر يناسب موقف باريس بشكل كامل لان الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون أجرى الأسبوع الماضي سلسلة من الاتصالات الهاتفية واللقاءات للحصول على دعم المجتمع الأوروبي لكييف.
وتأتي تلك التصريحات قبل زيارة الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني إلى واشنطن حيث سيلتقيان الرئيس الأمريكي. وينتظر الكثيرون أنهما سيحاولان إقناع ترامب بضرورة مواصلة تقديم الدعم المالي والعسكري لاوكرانيا بالحجم السابق وعدم الاقتراب مع روسيا.
