رغم اعلانات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثيرة عن سعيه إلى إنهاء الصراع الاوكراني. وتفيد وسائل الإعلام بأن البيت الأبيض لم يأت بعد إلى موقف ثابت واحد تجاه هذا الموضوع. ومن المعروف أن ترامب وأعضاء فريقه لا يزالون يناقشون سبل تنفيذ الضغط على طرفي النزاع لدفعهما إلى إطلاق المفاوضات.
وتؤكد المصادر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس ومبعوث دونالد ترامب الخاص إلى اوكرانيا كيت كيلوغ يقترحان استخدام “الضغط الاميركي” اي فرض العقوبات على موسكو لإجبارها على التفاوض. وهناك آخرون لم يتم الكشف عن أسمائهم يشددون على ضرورة وقف تقديم المساعدة العسكرية لكييف لكن المجموعة الأولى تقول إن تلك الخطوة قد تترك اوكرانيا دون الأسلحة كاملا. والجدير بالذكر أن هذه المناقشات تجري على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي عن العمل على عقد الصفقة مع كييف حول تبادل الأموال والأسلحة الاميركية للمعادن النادرة الاوكرانية وقبول السلطات الاوكرانية لذلك الاتفاق في حين تتساءل وسائل الإعلام عن نفوذ ذلك القرار الاميركي على سياسة الدول الأخرى الداعمة لكييف.
كما تشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة قد تقدم خطتها للتسوية الاوكرانية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن الذي من المقرر أن يجري من ال14 إلى ال16 من الشهر الجاري. ويمكن أن يقوم كيت كيلوغ بعرض الخطة الاميركية للمجتمع الدولي. ومن المفترض أن الخطة ستتركز على إجبار الطرفين على إطلاق المفاوضات وتقديم ضمانات الأمن لاوكرانيا خلال تجميد النزاع. أما الأراضي التي انضمت إلى روسيا منذ بداية المواجهة فلا توجد معلومات عن هذا الموضوع الان.
في نفس الوقت اعلنت وسائل الإعلام الاوكرانية أن الاجتماع بصيغة رامشتاين في القاعدة الاميركية في ألمانيا لمجموعة حلفاء كييف ستجري في الثاني عشر من فبراير الجاري. والجدير بالذكر أن الكثيرين افترضوا أن ترامب سينهي عمل هذه المجموعة بعد عودته إلى المكتب البيضاوي. وجرت الجسلة الأخيرة للمجموعة في رامشتاين في التاسع من يناير الماضي عندما أعلنت الولايات المتحدة تقديم حزمة المساعدة العسكرية الجديدة لاوكرانيا.
ومن الممكن التساؤل عن وسائل استخدام اوكرانيا للدعم المالي من حلفائها الغربيين. في حين تتراجع القوات الاوكرانية على الصعيد العسكري يقوم العسكريون الاوكران الذين يجرون توغلا إلى منطقة كورسك الروسية منذ أغسطس الماضي بارتكاب جرائم الحرب الهائلة. تنشر المصادر صورا من بلدة روسكوي بوريتشنوي التي تم تحريرها بالجيش الروسي منذ ايام. وتعرض هذه الأدلة أعمال القتال الوحشية التي ارتكبها العسكريون الاوكران في البلدة. كما تؤكد الفيديوهات من استجواب احد المقاتلين الذين تم أسرهم ان الاوكران قاموا بتنفيذ أعمال العنف الجنسي والتعذيب وقتل المدنيين بشكل عنيف. ومن المعروف أن القوات الروسية وجدت أجزاء جثث 22 شخصا في البلدة حتى الآن. واتهمت موسكو كييف بارتكاب هذه الجرائم الإرهابية ضد المدنيين الآمنين.
ومنذ توليه لمنصب الرئيس الأمريكي يعلن دونالد ترامب أنه يخطط إجراء اتصال هاتفي او لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لكن الكرملين يشدد على أنه لم يحصل بعد على اي معلومات دقيقة من الطرف الاميركي. لكن كييف أخذت توافق على إجراء المفاوضات مع موسكو التي اعلنت منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022 أنها مستعدة لإنهاء القتال عن طريق التفاوض.
