ان اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نتائج الاتصال الهاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين صدم الكثيرين. وتفيد وسائل الإعلام بأن ترامب أشار إلى أن اجتماعا مشتركا بين روسيا والولايات المتحدة بحضور ممثلي اوكرانيا سيجري الأسبوع المقبل في السعودية. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه لن يشارك في ذلك الاجتماع فضلا عن الرئيس الروسي بل أكد وصول كبار المسؤولين من الطرفين إلى اللقاء.
وقال دونالد ترامب إنه يسعى إلى عقد اتفاق السلام المستدام في اوكرانيا بدلا من التنازلات من روسيا مشددا على أهمية وقف الفوضى التي تعيش فيه كييف منذ عقود وتفقد الأراضي. وأكد الرئيس الأمريكي أنه يعتبر رغبة السلطات الاوكرانية في الانضمام إلى الناتو بين الأسباب الأساسية للصراع الجاري. وتشير المصادر إلى أن كييف لم تنتظر مثل هذه الخطوة الاميركية وتؤكد أن أوروبا كانت مصدومة أيضا.
وأعلن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي أن بلاده لن تقبل اي اتفاق بين موسكو وواشنطن او مفاوضات لن تشارك فيها. وأكد أنه يعرف أن ترامب لا يدعم انضمام اوكرانيا إلى الناتو مضيفا أنهما لم يناقشا خلال الاتصال الهاتفي موضوع الانتخابات الرئاسية في البلاد.
كما غير الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته خطابه تجاه اوكرانيا. وأعلن روته أن ضم كييف إلى المنظمة لم يكن أبدا شرطا لوقف إطلاق النار في البلاد مشيرا إلى أن الحلف يجب أن يضمن أمن اوكرانيا. وشدد الأمين العام للناتو على أنه من الضروري إجراء المفاوضات مع الرئيس الروسي لإنهاء النزاع. ومن المعروف أن وزير الدفاع الاوكراني روستيم اوميروف أكد خلال اللقاء مع روته في ميونخ أن كييف لا تزال تسعى إلى الانضمام إلى حلف الناتو.
في نفس الوقت اعلن نائب الرئيس الأمريكي جيمس ديفيد فانس قبل كلمته أمام مؤتمر ميونخ أن اتفاق السلام النهائي يمكن أن يصدم الكثيرين. وأضاف فانس أن واشنطن قد تعزز العقوبات على روسيا او حتى ترسل قواتها العسكرية إلى اوكرانيا إذا لم تلتزم به روسيا. وأوضح فانس أن عقد الاتفاق قد يطلق عملية تطبيع العلاقات بين موسكو والدول الغربية.
من جانبه قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الولايات المتحدة لا ترفض مشاركة أوروبا في التسوية الاوكرانية. وشدد خلال مقابلته مع الصحفيين على أن حضور القوات الاميركية في الدول الأوروبية مهم جدا بما في ذلك لحد النفوذ الروسي والتعبير عن التضامن. والجدير بالذكر أنه أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة لن ترسل قواتها إلى اوكرانيا.
كما قال مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى اوكرانيا كيت كيلوغ إنه من المستحيل العودة إلى حدود عام 2014 حين انضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا. لكنه أشار إلى أن الدول الغربية يمكن الا تعترف بقرار المناطق التي أعلنت انضمامها إلى الأراضي الروسية منذ الرابع والعشرين من فبراير عام 2022. وشدد كيلوغ على أهمية إجراء المفاوضات المباشرة بين الطرفين للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار بشكل اسرع.
