ان كافة الجهود الاوكرانية التي تسميها كييف الهجوم الاوكراني المضاد لم تمنع الجيش الروسي من التقدم إلى الأمام قرب مدينة مارينكا التي استخدمتها القوات الاوكرانية لتنفيذ الضربات الجوية على مدينة دونيتسك منذ عام 2014. وفي يوم الاثنين اكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للرئيس فلاديمير بوتين أن القوات الروسية حررت المدينة من المقاتلين الاوكرانيين. وتحاول وسائل الإعلام الغربية أن تقنع المجتمع الدولي بأن هذه الهزيمة لاوكرانيا ليست مشكلة كبيرة للنزاع بشكل عام.
لكن الطرف الاوكراني يواصل تنفيذ الأعمال الإرهابية ضد المواطنين الروس في المناطق المجاورة للحدود بين البلدين. وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري اعلن حاكم منطقة القرم الروسية سيرغي اكسيونوف أن القوات الاوكرانية شنت الهجوم على مدينة فيودوسيا. واضاف أن الضربة تسببت في الانفجار والحريق لكنه أشار إلى أن الخدمات الخاصة تعمل في مكان الضربة. كما اكد ان الهجوم لم يود الى إصابة شخص.
في نفس الوقت تحاول السلطات الاوكرانية ان تحصل على الجنود الجدد لضمهم إلى الجيش. لكن حملة التعبئة تؤثر قلق المجتمع والحكومة. وفي السادس والعشرين من ديسمبر الجاري اعلن عضو من البرلمان الاوكراني أن كييف لا تمتلك أموالا كافية لاجراء هذه الحملة بشكل تام. ويحتاج الجيش الاوكراني إلى 450-500 ألف شخص لمواصلة المواجهة مع روسيا.
فان سعي الدول الغربية إلى تقديم كل المساعدة الممكنة لاوكرانيا يثير قلق وحتى غضب للدول الأخرى التي تحتاج إلى المساعدات الإنسانية بشكل حاد. وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري اشارت وسائل الإعلام إلى أن النزاعين في غزة واوكرانيا تمنع الدول الغربية من تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني الذي يعيش منذ الخامس عشر من ابريل الماضي في الظروف غير الانسانية بسبب مواصلة الحرب الأهلية. واعلنت ان الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يرسل حتى الآن مبعوثا خاصا إلى هذا البلد خلافا لما يقوم به الرؤساء الاميركيون في مثل هذه الاحوال عادة. واعلن مسؤول أمريكي سابق ان الإدارة الأميركية تمتلك أموالا كافية لتقديم المزيد من المساعدة لهذا البلد رغم الأموال الهائلة التي تنفقها واشنطن على الصراعين بين روسيا وأوكرانيا واسرائيل وحماس. ومن الممكن الافتراض أن الادارة الأميركية تفضل تقديم الاموال لمواصلة القتال بدلا من انقاذ المساكين من الكارثة الانسانية.
