منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة اعتادت السلطات الاوكرانية للحصول على المساعدة المالية الضخمة من الدول الغربية. وفي الاول من أكتوبر الجاري وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مشروع ميزانية الحكومة الاميركية ل45 يوما قادمة. ولا تضم هذه الوثيقة اموالا لاوكرانيا.
واعلن البيت الأبيض توقيع الميزانية الذي انقذ الحكومة الاميركية من التعطل. وخلال كلمته امام الصحفيين عبر الرئيس الأمريكي عن شكره للكونغرس على الموافقة على الميزانية التي ساهمت في تجنب اندلاع ازمة “غير مطلوبة”. كما اكد أن الجمهوريين سيجدون فرصة لتقديم المساعدة المالية لكييف لان الولايات المتحدة ليست قادرة على ايقاف ذلك التمويل. ومن المعروف أن مجلس النواب الأمريكي سيعقد جلسة مكرسة لتشكيل مشروع القانون الضامن الاموال لاوكرانيا في اقرب وقت.
ان هذه الاحداث اثارت قلق الطرف الاوكراني. ومساء اليوم نفس اجرى وزير الدفاع الاوكراني روستيم اوميروف اتصالا هاتفيا مع نظيره الأمريكي لويد اوستن بسبب مواصلة تقديم المساعدة المالية بواشنطن لكييف. واكد الوزير الاوكراني عزم الطرف الاميركي على تمويل الجيش الأوكراني.
في نفس الوقت تبذل الدول الاوروبية كل ما في وسعها لتحقيق دعمها للسلطات الاوكرانية. وفي الثلاثين من سبتمبر الماضي قام الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل بزيارة لم يتم اعلانها من قبل الى مدينة أوديسا الاوكرانية. والقى كلمة امام الناس اشار فيها الى استعداد الاتحاد الأوروبي لتأييد كييف في نزاعها مع روسيا. واعلن انه يخطط اجراء اجتماع وزراء الخارجية للدول الاوروبية يوم الاثنين في كييف. ومن المتوقع ان يناقش الوزراء الاوروبيون تعزيز الضغط على روسيا ووسائل جديدة لدعم اوكرانيا. ووصف بوريل هذا اللقاء بالتاريخي. كما دعا الطرف الاميركي إلى تغيير موقفه تجاه تمويل كييف واشار الى ان اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين يجري خارج حدود المنظمة لاول مرة في تاريخها. ويمكن القول ان اللقاء لديه معنى رمزي اكثر من فعلي.
واشار بوريل لوسائل الإعلام الغربية إلى أن كييف يجب ان تنفذ اصلاحات كثيرة لانضمامها للاتحاد الأوروبي. كما اكد ان العمل ضخم ويمثل تحديات عديدة للسلطات الاوكرانية. لكنه اطلق على اوكرانيا اسم العضو القادم للاتحاد الأوروبي.