مع مرور الوقت لا يظهر الهجوم الاوكراني المضاد نتائج مفيدة لكييف. وتتسبب هذه الاوضاع في الترددات للدول الغربية حول تقديم المساعدة الإنسانية والعسكرية الاضافية الى كييف. وفي السابع عشر من أغسطس الجاري اعلن الامين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ ان الدول الاعضاء لحلف لم تتخذ بعد القرار عن ارسال المقاتلات الى اوكرانيا. لكنه اشار الى انه من الممكن اتخاذ مثل هذا القرار.
وشدد ستولتنبرغ على ان موقف الناتو تجاه النزاع الاوكراني لم يتغير تماما. وفي وقت سابق تسببت تصريحات الناطق الرسمي باسم ستولتنبرغ ستيان ينسن في الجدل حول اوروبا. وقال ينسن للصحفيين ان الناتو يمكن ان يقبل طلب اوكرانيا بالانضمام اليه اذا رفضت الاراضي التي انضمت الى روسيا العام الماضي الى جانب شبه جزيرة القرم. وبعد عدة ساعات من هذه المقابلة اعلن ينسن ان كلماته كانت خطا. واكد ستولتنبرغ عذر ينسن.
ويمكن القول ان اوروبا ليست موحدة في دعمها لمطالب اوكرانيا في الصراع الدائر. واعلن في السابع عشر من أغسطس الجاري الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي خلال مقابلته مع صحيفة لو فيغارو ان شبه جزيرة القرم كانت دائما اراضي روسيا وستبقى دائما لروسيا. واضاف ساركوزي ان ارادة السلطات الاوكرانية لاعادة القرم تحت سيطرتها سراب ليس لديه المستقبل. واقترح اجراء التصويت لسكان القرم من اجل تعبيرهم عن وجهة نظرهم تجاه ضرورة بقاء القرم منضمة لروسيا او اعادتها الى اوكرانيا. وافترض ساركوزي ان نتائجه ستثبت الاوضاع الحالية. كما اقترح اجراء التصويت بمراقبة الممثلين الاوروبيين لسكان جميع المناطق التي انضمت الى روسيا العام الماضي.
ولم يبق الطرف الاوكراني صامتا. ادان مستشار رئيس مكتب الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي ميخائيل بودولاك تصريحات ساركوزي بشدة. ووصفها ب”المنطق الجرمي” مضيفا انه ليست هناك اراضي روسيا الجديدة. كما اكد ان تصريحات ساركوزي بلورت الاسباب الحقيقية للصراع في اوكرانيا.
وفي السابع عشر من الشهر الجاري اعلنت السلطات الاوكرانية ان مقاتلي كتيبة ازوف الذين عادوا في بداية أغسطس من الاسر التركي رجعوا الى الجبهة لمواصلة القتال ضد الجيش الروسي. فانه يخترق ذلك شروط تبادلهم. وكان من المقرر ان يبقوا على الاراضي التركية حتى نهاية النزاع في اوكرانيا.
ورغم جميع محاولات اوكرانيا للتقدم الى الامام يواصل الجيش الروسي تنفيذ الضربات الجوية العالية الدقة على مستودعات الذخائر الاوكرانية ووسائل نقلها بين مناطق البلد. واكد مسؤولون اوكرانيون لوسائل الإعلام الغربية ان على الجيش الاوكراني نقل اهم الموسسات والخدمات باستمرار لان القوات الروسية تنفذ الضربات على مواقع القوات الجوية الاوكرانية بشكل منظم.
